المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٩٦
حدثنا أبو المغيرة الثقفي، عن رجل، عن ابن سيرين: ان عمر سأل الناس كم يتزوج المملوك؟ وقال لعلي: إياك أعني يا صاحب المعافري - رداء كان عليه - فقال ثنتين (1).
97 - وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد على الأيادي ببغداد لفظا "، حدثنا أبو القاسم حبيب بن الحسن القزاز، حدثنا عمر بن حفص السدوسي، حدثنا أبو بلال الأشعري، حدثنا عيسى بن مسلم القرشي، عن عبد الله بن عمرو بن نهيك، عن ابن عباس قال: كنا في جنازة فقال علي بن أبي طالب عليه السلام لزوج أم الغلام:
أمسك عن امرأتك، فقال له عمر: ولم يمسك عن امرأته؟ اخرج مما جئت به؟ فقال: نعم يا أمير المؤمنين يريد أن يستبرئ رحمها، لا يلقى فيه شيئا " فيستوجب به الميراث من أخيه، ولا ميراث له فقال عمر: أعوذ بالله من معضلة لا علي فيها (2).

(١) رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين ١ / ٣٤٨ والمعافري: برود باليمن منسوبة إلى معافر وهي قبيلة.. النهاية.
(2) لما كان هذا الحديث مبهما بحاجة إلى توضيح، لهذا نوضحه بما يلي من البيان.
قوله: كنا في جنازة فقال علي بن أبي طالب لزوج أم الغلام (والمقصود من الغلام هو الذي علي عليه السلام يمشي في جنازته): أمسك عن امرأتك (أي لا تجامعها).
وانما أمر أمير المؤمنين علي عليه السلام ذلك الرجل بأن يمسك عن زوجته ولا يقاد بها حتى يتبين هل له في بطنها منه جنين أو لا، إذ لو كان في بطنها جنين أي كانت حاملا " منه حين وفاة ولدها من زوجها الأول ورث من أخيه (الميت).
فإذا حاضت حيضة بعد امساكه عنها، وتبين خلو رحمها من شئ لم يرثه.
وقد بين الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ذلك لعمر بن الخطاب لما سأله قائلا ": لم يمسك عن امرأته:
" نعم، يا أمير المؤمنين يريد ان يستبرئ رحمها، لا يلقى فيه شيئا فيستوجب به الميراث من أخيه أي الغلام الذي مات ويكون أخاه من أمه دون أبيه ".
فقال عمر معجبا: أعوذ بالله من معضلة لا علي لها.
وهذه المسألة تفترض في ما إذا تزوج رجل امرأة لها ولد من غيره فمات ولدها.
وقد وردت هذه المسألة، والإشارة إلى دليلها في كتاب المغني لابن قدامة في المجلد التاسع الصفحة 129 ونحن نذكر هنا نص ما قاله ابن قدامة كاملا " ليتضح الامر قال:
" إذا تزوج رجل امرأة لها ولد من غيره فمات ولدها فان أحمد قال: يعتزل امرأته حتى تحيض حيضة وهذا يروي عن علي بن أبي طالب، والحسن ابنه، ونحوه عن عمر بن الخطاب، وعن الحسن بن علي والصعب بن جثامة، وبه قال عطاء، وعمر بن عبد العزيز والنخعي ومالك وإسحاق وأبو عبيد.
قال عمر بن عبد العزيز لا يقربها حتى ينظر بها حمل أم لا.
وانما قالوا ذلك، لأنها إن كانت حاملا " حين موته ورثه حملها، وان حدث الحمل بعد الموت لم يرثه.
فان كان للميت ولد أو أب أو جد لم يحتج إلى استبرائها لأن الحمل لا ميراث له ".
ولا يتوهم ان الام تحجب الأخ عن الميراث فان الأخ والأخت لام إنما لا يرث بالابن أو الأب أو الجد. كما هو مذكور في المسألة أعلاه. وراجع أيضا " المجلد 7 ص 4.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405