المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٨٧
عليه وآله الدق وأنكرته أم سلمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: قومي فافتحي له الباب، فقالت: يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب؟
فأتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في آية في كتاب الله بالأمس فقال لها كالمغضب: ان طاعة الرسول طاعة [الله] ومن عصى الرسول فقد عصى [الله] إن بالباب رجلا ليس بالنزق ولا بالخرق (1)، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسا " ولا حركة وصرت إلى خدري استأذن فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتعرفينه؟ قلت: نعم هذا علي بن أبي طالب، قال صدقت، سحنته من سحنتي (2) ولحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة علمي، اسمعي واشهدي، هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي، اسمعي واشهدي هو والله محيي سنتي، اسمعي واشهدي لو أن عبدا " عبد الله الف عام من بعد الف عام بين الركن والمقام، ثم لقي الله مبغضا " لعلي لأكبه الله يوم القيامة على منخريه في النار (3).
قال " رض ": صوابه لكبه، وأكبه غير متعد، والنزق: الخفيف الطايش، يقال نزق: إذا طاش، ورجل نزق وفيه نزق وطيش ونزق فرسه: ضربه لينزو.

(١) النزق: خفة في كل امر وعجلة في جهل وحمق - والخرق، بضم الخاء: الجهل والحمق ومنه الحديث: الرفق يمن والخرق شؤم.
(٢) في النهاية: " السحنة " وهي بشرة الوجه وهيأته وحاله، وهي مفتوحة السين، وقد تكسر، ويقال فيها السحناء أيضا " بالمد. ويمكن ان يكون " شجنته " من " شجنتي " والشجنة في النهاية 2 / 447 قرابة مشتبكة كاشتباك العروق واصل الشجنة بالكسر والضم شعبة في غصن العروق من غصون الشجرة.
(3) رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 / 164 ورواه أيضا " الجويني في فرائد السمطين 1 / 331 وانظر أيضا " كفاية الطالب / 312.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست