المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٣٢
له علي عليه السلام في ذلك فقال الأشتر:
لقيت وفري وانحرفت عن العلى * ولقيت أضيافي بوجه عبوس ان لم أشن على ابن هند غارة * لم تخل يوما من نهاب نفوس خيلا كأمثال السعالى شزبا (1) * يعدو ببيض في الكريهة شوس (2) حمى الحديد عليهم فكأنه * ومضان برق أو شعاع شموس ونادى: ليبرز إلي معاوية، فقال لست بكفوي قال الأشتر فأبرز إلى صاحبي فإنه سيد قريش والعرب كلهم، فدع التعلل ثم دعا معاوية، جندب بن ربيعة وكان خطب إلى معاوية ابنته فرده فقال له عمرو بن العاص: ان قتلت الأشتر زوجك معاوية ابنته " رملة " فبرز إليه جندب فقال له الأشتر:
من أنت وكم ضمن لك معاوية على مبارزتي؟ قال: يزوجني ابنته بقتلك، فانا الآن آتيه برأسك، فضحك الأشتر وحمل عليه جندب برمحه فأخذه الأشتر تحت إبطه، فجعل جندب يجتهد في جذبه فلم يمكنه حتى ضرب الأشتر رمحه فقده نصفين وهرب جندب فضربه الأشتر بسيفه فصرعه، ثم حمل الأشتر فضاربهم حتى أزال عمرو بن العاص عن موقفه وانكشف أهل الشام وأفضى الأشتر إلى معاوية، فخرج رجل من بنى جمع فضارب عن معاوية حتى أنقذه وكاد الأشتر يصلى إليه وحجز بينهم الليل.
قال رضي الله عنه: شن الماء على وجهه صبه صبا " متفرقا "، وشن عليهم الغارة: فرقها، وشنت العين: دمعها. والسعالى: جمع السعلاة وهي الغول، ومن المجاز نعوذ بالله من هؤلاء السعالى، يريد النساء الصخابات، وقد استسعلت فلانة كما تقول استكلبت واسعله الخصب (3)، ويقال فرس شازب

(1) السعالى جمع سعلاة: سحرة الجن والشزب جمع شازب: المتغير اللون للضامر.
(2) الشوس: جمع الأشوس والشوساء، المتكبر - لسان العرب.
(3) الخصب بكسر الأول: النماء والبركة وفي المطبوع مكان الخصب، الصخب.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405