علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد الحسيني قال: بعث المأمون إلى أبي الحسن عليه السلام جارية، فلما أدخلت عليه اشمأزت من الشيب، فردها إلى المأمون وكتب إليه:
(نعى نفسي إلى نفسي المشيب * وعند الشيب يتعظ اللبيب فقد ولى الشباب إلى مداه * فلست أرى مواضعه تؤوب سأبكيه وأندبه طويلا * وأدعوه إلي عسى يجيب وهيهات الذي قد فات منه * تمنيني به النفس الكذوب وراع الغانيات بياض رأسي * ومن مد البقاء له يشيب أرى البيض الحسان يحدن عني * وفي هجرانهن لنا نصيب فإن يكن الشباب مضى حبيبا * فإن الشيب أيضا لي حبيب سأصحبه بتقوى الله حتى * يفرق بيننا الاجل القريب) (1)