المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ٥٠
الصبيان، والأطفال، كان من ذلك العلم بأن الأنفس ما لم تخرج إلى الفعل فلا شرف لها.
ولما كان ما في قوته أن يشرف بالفعل فتركه على حالته في القوة ليس من الحكمة، وكان إخراجه إلى الفعل بالفعل من الحكمة، وجب من حيث وجوب فعل الحكمة على الحكيم أن يخرجها إلى الفعل بالفعل، والفعل هو العمل، وخير الأعمال ما كان مؤديا إلى عبادة الله تعالى.
إذا الأعمال التي هي سنن الأنبياء، وهي رياضة الأنفس وإخراجها إلى الفعل واجبة.
البرهان السابع: لما كان كل ما لا يكون للنفس مما لا يرى ولا يحس مثال له محسوس من جهة الحس لا يمكنها دركه، مثل هيئة الأفلاك وتراكيبها التي لا سبيل للنفس إلى تصورها إلا من جهة الصور الهندسية الواقعة تحت الحس التي هي أمثلة لها من جهة الحس، وكانت الدار الآخرة (1) التي هي عالم النفس غير محسوسة ولا مرئية، وهي دار المعاد، وكان البشر مدعوين إليها ومخاطبين عليها وعنها، وجب من حيث ندب البشر لطلبها ومعرفتها أن يكون لهم مثال لما يدعون إليه من جهة الحس ليدركوه، كما أنه لو كان معرفة هيئة (2) الأفلاك وتركيبها فريضة، وكان البشر مدعوين إلى تصورها لكان يجب مع امتناع معرفتها إلا من جهة الصور الهندسية المحسوسة أن تكون أمثلتها التي هي صور الهندسة موجودة فيما بينهم كلهم.
والأمثلة هي الشرائع، والرسوم الوضعية. إذا الشرائع هي أمثلة للنفس من جهة الحس لعالم النفس، واجبة.

(1) في (ع) الأخرى.
(2) سقطت في (ع).
(٥٠)
مفاتيح البحث: الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست