وهي ناشرة شعرها فوقعت في نفسه فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها فذهب ليقبلها فوضعت كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ثم ندم واستحيا فأدبر راجعا فقالت: سبحان الله خنت أمانتك وعصيت ربك ولم تصب حاجتك...) (16).
هذا اليثربي لم يعبأ بمؤاخاة محمد بينه وبين الثقفي وأنهما أصبحا كالأخوين لا يفترقان ولا ان الثقفي خرج مجاهدا في سبيل الله فما ان رأى زوجته قد اغتسلت ونشرت شعرها حتى نسى ذلك كله واقتحم عليها منزلها ناويا اغتصابها لولا أنها كانت عفيفة فصدته ووبخته.
هذا الخبر يؤكد ما ذكرناه من أن الأنساق الاجتماعية المتمكنة في النفوس من أعسر العسير ان تزول في بضع سنين وبمجرد قراءة أو سماع نصوص ومواعظ.
- (قال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت آية (والذين إذا فعلوا فاحشة) في نبهان التمار أتته امرأة حسناء باع لها تمرا فضمها إلى نفسه وقبلها ثم ندم على ذلك فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر له ذلك فنزلت هذه الآية) (17).
هذا التمار (بائع التمور) انتهز فرصة خلوته بالمرأة الحسناء التي جاءت تعامله فهجم عليها واحتواها بين ذراعيه وقبلها ويبدو انها قاومته فاستحى من نفسه وندم على فعلته الفاحشة.
- (عن علقمة والأسود عن عبد الله (بن مسعود) قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله انى عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها دون ان آتيها وانا هذا فاقض في ما شئت قال: فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -