في رحاب الشيعة - الشيخ باقر شريف القرشي - الصفحة ١١٧
صور الفكر والعلم في الإسلام، فقد تقلد الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام الرضا عليه السلام وكان عمره الشريف لا يتجاوز السبع سنين أو التسع وهو دور لا يسمح لصاحبه ج حسب سيكلوجية هذا السن ج أن يخوض في أي ميدان من ميادين العلوم العقلية وغيرها، أو يدخل في عالم المناظرات والبحوث الجدلية مع كبار العلماء والمتخصصين فإن ذلك غير ممكن لمن كان في سن الطفولة إلا أن الإمام الجواد عليه السلام قد خرق هذه العادة حينما عهد العباسيون إلى كبار العلماء بسؤاله عن أعقد المسائل الفلسفية والكلامية لعله يعجز عن أجوبتها فيتخذون من ذلك وسيلة للتشهير بأئمة الشيعة وبطلان عقيدتهم لقد عملوا كما عمل المأمون مع الإمام الرضا عليه السلام.
وتقدم العلماء إلى الإمام الجواد عليه السلام فسألوه عن مختلف المسائل المشكلة فأجابهم عنها، وكان ممن سأله يحيى بن أكثم قاضي قضاة بغداد الذي انتخبه العباسيون لامتحان الإمام عليه السلام فسأله عن مسألة فقهية، ففرع الإمام عليها عدة فروع ثم سأله عن أي فرع أراد منها، فلم يهتد يحيى لذلك وبان العجز، وطلب من الإمام أن
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»