من أمر هؤلاء وما كان من امره فإنه صدق رسول الله لأنه قال إن الله يكفينا شره وشر قومه وقد حقق الله لنا في ذلك فرجعوا بنا وهم فرحون مسرورون إلى أن وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلموه بما جرى من أول القصة إلى اخرها وكشفوا للاسلام عن باطنها وظاهر ها ففرح المسلمون بذلك هذا ما كان من أمر هم واما ما كان من أمر هم اللعين فإنه لما دخل عليه عسكره وأعلموه ما قد صنع فاغتم غما شديدا وقال لهم اعلموا ان الذين ماتوا من السهم هم رجالنا وقد أرسلتهم ليعلموني بما يجري فما أحد جاءني بخبر فعرفت انهم ماتوا من القوس واني لم أر القتل الا في رجالي وفي غداة الغدان لم تصدقوا في حملتكم معهم والا أفنونا عن آخرنا هذا ولما صبح الصباح صلى النبي بالصحابة صلاة الافتتاح ثم إن اللعين أمر رجاله ان تصطف فقال رجل أيها البطل أنا رأيت القوم وهم يتقاتلون ومعهم أولادهم خوفا من نهبهم وإذا غزو غزو يفرقون على بعضهم فبسبب ذلك تقوى قلوبهم ولا ينكسرون في غزواتهم فلما سمع اللعين قال له لقد أشرت بالصواب وفي الحال أمر باخراج الصيون الأكبر فنصب على مكان عال ونزل اللعين فيه بعد فرشه فلما سمع الامام كلامه حمل عليه حملة الغضب وضربه بالسيف فتلقاه عدو الله على درقته فقدها ونزل بعد ذلك السيف على رأس اللعين مع القوي فوالله لو صبر له لكان قسمه هو وجواده غاص إلى الأرض غير أن الملعون لما استحسن بالحسام رمى روحه إلى الأرض وكان ذلك سببا لنجاته وترك الجواد والسيف وهو لا يصدق بالنجاة وكان الإمام علي رضي الله عنه من شيم أخلاق طباعه لا يتبع من انهزم (قال الراوي) ثم بعد ذلك رجع الامام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه المسلمون حمدوا مولاهم وكبروه وشكروه وقال النبي كيف حالك يا أبا الحسن وكان قبله فقال يا ابن العم اني ببركتك منصور على جميع الأعداء فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرني رأسك فكشفها فوجد بها جثة عظيمة من ذبابة السيف فتفل فيها من ريقه فبقطت ثم قال النبي كيف حالك يا أبا الحسن مع هذا الملعون فقال يا رسول الله لولا الذي سبق من الامر ببركتك لقطعته أربع قطع هو وفرسه الا ظنت انه يميل إلى الاسلام فرأيته كافرا عنيدا وجلس مع الرسول والصحابة يتحدثون هذا اليوم إلى أن اقبل الليل هذا ما كان من أمر الاسلام
(٣٧)