انه جهز جيشا وسار إلى عند المسلمين فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك غضب غضبا شديدا وقال أين العر مرم فأجابه بالتلبية فلما سمع جلاجل من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الكلام قال اشهد ان لا إله إلا الله وان محمد رسول الله وآمن به وبرسالته وهداه الله وحسن اسلامه (قال الراوي) فلما سمعوا من الامام ذلك قالوا له يا بن طالب خذ الأسارى الذين لك ودعنا فقال لهم والله يا ملاعين ما تنجوا من أيدينا إذا تبرأتم من ابنكم وقلتم قولا حقا وصدقا اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله فلما سمعوا ذلك حملوا عليه وحمل بمن معه عليهم فلم تكن الا ساعة وقد أخذوهم أسارى وما نجى الا ابن رأس الغول دعامة لأنه كان المقدم عليهم فتبعه المسلمون وأحاطوا به من كل جانب ومكان فتلقاهم الملعون ورمي خمسة فوارس فلحقه الامام وضربه بسيفه فقطع يده اليمنى وقبض عليه واقتلعه من سرجه واخذه أسيرا وقاده ذليلا حقيرا وأطلق الامام أسارى المسلمين وخذل بهمته من كفر ثم إن عبد الله جمع الأسلاب والغنائم وتقدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقبل يديه الشريفة وسلمه جلاجل وأخبره بما قد جرى في تلك الواقة فقام النبي وعرض على جلاجل الاسلام فأراد ان يقتله فتقدم أخوه المقلقل إلى النبي وقال يا رسول الله اعطني إياه وانا لم أزل به لعل الله ان يهديه للاسلام فأشار له النبي يا خذ فاخذه مقلقل إلى خيمته فبات تلك الليلة وهو يحذره ويخيفه من عذاب النار مدة ثلاثة أيام وهو لا يزداد الا كفرا وللأمر المقدر من الله تعالى لان لكل موته سببا من الأسباب وذلك أن مقلقل غلب عليه النوم فنام بجانب أخيه حتى علا غطيطه فقام جلاجل بعيدا عن الخيمة وعالج الوثاق وقطعه ورجع إلى أخيه فوجده غارقا في نومه فقطع رأس أخيه المقلقل وهو ناطق بالشهادتين ثم خرج من الخيمة وركب جوادا من خيل المسلمين طالبا أباه رأس الغول فلما أصبح الصباح نادى النبي صلى الله عليه وسلم يا عكرمة ابن رأس الغول فقال إليك يا رسول الله فقال له امض إلى أخيك المقلقل واكشف لنا الخبر فمضى عكرمة إلى أخيه المقلقل فوجده قد قتل ووجد اللعين جلاجل قد فقد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني أريد عشرة منكم يحتلون باب الحصن فقال الإمام علي انا يا رسول الله من العشرة ثم اخذ سيفه ولبس
(٤١)