التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٦٥
ان ثورة التوابين - كما رأينا - أخفقت عسكريا، وتحطمت قوتها الأساسية في (عين الوردة). وسبب هذا الاخفاق يعود بدون شك إلى عامل رئيسي، هو الاختلال الظاهر في توازن القوى بين الجيشين الأموي والتوابي. فبينما كان الأول، قويا، انضباطيا ومتفوقا بشكل بارز في إمكانياته البشرية والمادية، كان الآخر ضعيفا، اقتصر على عدد محدود من المتطوعين، الذين توفر لهم من الحماسة والفروسية والايمان، أكثر مما توفر من التنظيم والعدد والعتاد. وهذا الواقع اعترف به سليمان قبيل المعركة عندما لاحظ هزالة جيشه وقلة إمكانياته بالمقارنة مع أعدائه الأمويين (1). وقد أدى هذا الوضع المتباين لدى كل من الفريقين، إلى حسم الموقف بسرعة وانهاء المعركة خلال أيام ثلاثة رغم الجهود البطولية التي بذلها التوابون في ساحة القتال (2).

(1) الطبري: 7 / 66.
(2) المسعودي: مروج الذهب 3 / 94.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»