إذا حلفت على يمين فرأيت ما هو خير منها أن أدع ما حلفت عليه وآتي الذي هو خير وأكفر يميني، وخروجي عليهم خير من كفي عنهم (1).
وتشاء الصدف أن يتحلل المختار تلقائيا من عهوده مع عبد الله بن يزيد، حين غادر هذا الأخير قصر الامارة معزولا بقرار من سيده ابن الزبير إذ وجد فيه ضعفا لا يتناسب مع خطورة المرحلة وعين مكانه أحد أشد مؤيديه حماسة هو عبد الله بن مطيع القرشي (2) الذي لم يكن بينه وبين المختار شيئا من المواثيق.
وهكذا خرج المختار من سجنه، ليجد نفسه في مواجهة أحداث مصيرية وخطيرة، فكان عليه أن يتحرك فورا وأن لا يتردد في اتخاذ الموقف المناسب بكل جرأة، قبل أن تقوم شرطة الوالي الجديد برصد نشاطاته واعادته من جديد إلى السجن (2). وبسرعة أعلن برنامجه السياسي باسم محمد بن الحنفية أحد أبناء علي من غير فاطمة، الذي كان يعيش في المدينة، حيث زعم أنه اتفق سرا مع هذا الأخير على الدعوة له في الكوفة. وكان على