عن أن بعض الأنصار قالت لا نبايع الا عليا (1).
وما لبث التصدع أن أصاب جبهة الأنصار بظهور أول موقف تراجعي أعلنته طائفة منهم بقولها: منا أمير ومنكم أمير. وكان ذلك أول الوهن كما عبر عنه سعد بن عبادة (2)، وهو لا شك قد لامس الحقيقة، لان جدلا عنيفا تفجر في السقيفة حينئذ، ولم يخفف من حدته الا محاولات عمر لاشغال الرأي العام بقضية موت النبي (3)، ثم ظهور أبي بكر (4) حيث ألقى خطبة عرض فيها دور المهاجرين في نصرة الرسول وسابقتهم في الاسلام (5) وأعلن انه ورفاقه الجماعة التي ينبغي ان يكون لها هذا الأمر (6)، دون أن يتجاهل دور الأنصار ونصيبهم في الدولة الناشئة (7).