عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٥٤٢
المذكور وجعله دالي باش ففي بعض الأيام طلب المتسلم من المترجم الجواد فقال له ان قلدتني دالي باشا قدمته لك فأجابه إلى ذلك وعزل عمر آغا وقلد المترجم المنصب عوضا عنه وامتنع من اعطائه ذلك الجواد واقام في خدمته مدة فوصل مرسوم من احمد باشا الجزار خطابا للمترجم بالقبض على المتسلم واحضاره إلى طرفه وان فعل ذلك ينعم عليه بمبلغ خمسين كيسا ومائة بيرق ففعل ذلك وأوقع القبض على علي آغا المتسلم وتوجه إلى عكا بلدة الجزار فقال المتسلم للمترجم في أثناء الطريق تعلم أن الجزار رجل سفاك دماء فلا توصلني اليه وان كان وعدك بمال انا أعطيك اضعافه واطلقني اذهب حيث شاء الله ولا تشاركه في دمي فلم يجبه إلى ذلك وأوصله إلى الجزار فحبسه ثم قتله ورماه في البحر واقام المترجم بباب الجزار أياما ثم ارسل اليه يأمره بالذهاب إلى حيث يريد فإنه لا خير فيه لخيانته لمخدومه فذهب إلى حماة واقام عند اغاته إسماعيل آغا وهو متول من طرف عبد الله باشا المعروف بابن العظم فأقام في حدمته كلاجي زمنا نحو الثلاث سنوات وكان بين عبد الله باشا وأحمد باشا الجزار عداوة فتوجه عبد الله باشا إلى الدورة فأرسل الجزار عساكره ليقطع عليه الطريق فسلك طريقا أخرى فلما وصل إلى جنيني وهي مدينة قريبة من بلاد الجزار وجه الجزار عساكره عليه فلما تقارب العسكران وتسامعت أهل النواحي امتنعوا من دفع الأموال فما وسع عبد الله باشا الا الرحيل وتوجه إلى ناحية نابلس مسافة يومين وحاصر بلدة تسمى صوفين واخذ مدافع من يافا واقام محاصرا لها ستة أيام ثم طلبوا الأمان فأمنهم ورحل عنهم إلى طرف الجليل مسيرة نصف ساعة وفرق عساكره لقبض أموال الميري من البلاد واقام هو في قلة من العسكر فوصل اليه خيال وقت العصر في يوم من الأيام يخبره بوصول عساكر الجزار وانه لم يكن بينه وبينهم الا نصف ساعة وهم خمسة آلاف مقاتل فارتبك في امره وارسل إلى النواحي فحضر اليه من حضروهم نحو الثلثمائة خيال وهو بدائرته نحو الثمانين فأمر بالركوب فلما تقاربا هاله كثرة عساكر العدو وأيقنوا بالهلاك فتقدم
(٥٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 ... » »»