تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ١٠٥
من قبول مصانعته وقال من ذا الذي خلصه الهه من يدي حتى يخلصكم أنتم إلهكم فخافوا منه وفزعوا إلى النبي شعياء في الدعاء فأمنهم منه ودعا عليه فوقع الطاعون في عسكره ثم تواقعوا في بعض الليالي فبلغ قتلاهم مائة وعشرين ألفا ورجع سنجاريف إلى نينوى والموصل فقتله أبناؤه وهربوا إلى بيت المقدس وملك ابنه السرمعون (وقال الطبري) ان ملك بنى إسرائيل أسر سنجاريف وأوحى الله إلى شعياء أن يطلقه فأطلقه قال وقيل إن الذي سار إليه سنجاريف من ملوك بنى إسرائيل كان أعرج وأن سنجاريف لعهد ملك أذربيجان وكان يدعى سليمان الأعسر فلما نزل بيت المقدس صار بينهما أحقاد كامنة فتواقعوا وهلك عامة عسكرهما وصار ما معهما غنيمة لبنى إسرائيل وبعث ملك بابل إلى حزقيا ملك الفرس بالهدايا والتحف فأعظم موصلها وبالغ في كرامة الوفد وفخر عليهم بخزانته وطوفهم عليها فنكر ذلك عليه شعياء النبي وأنذره بان ملوك بابل يغنمون جميع هذه الخزائن ويكون من أبنائك خصيان في قصرهم ثم هلك حزقياهو لتسع وعشرين سنة من ملكه وولى ابنه منشأ بميم مكسورة ونون مفتحة وشين معجمة مشددة وألف وكان عاصيا قبيح السيرة وكانت آثاره في الدين شنيعة وأنكر عليه شعيا النبي أفعاله فقتله نشرا بالمناشير من رأسه إلى مغرق ساقيه وقتل جماعة من الصالحين معه وفي تاسعة وثلاثين من ملكه ملك سنجاريف الصغير مملكة الموصل قاله ابن العميد وفي الثانية والخمسين بنيت بورنطية بناها بورس الملك وهي التي جددها قسطنطين وسماها باسمه وفي أيامه ملك برومة قنوقرسوس الملك وفي الحادية والخمسين من ملكه زحف سنجاريف ملك الموصل إلى القدس فحاصرها ثلاث سنين وافتتحها في الرابعة والخمسين من ملكه وولى بعده ابنه أمون بهمزة قريبة من العين والميم مضمومة تجلب واوا ثم نون وكانت حاله مثل حال أبيه فملك سنتين وقيل ثنتي عشرة ثم اغتاله عبيده فقتلوه واجتمع بنو يهوذا فقتلوا أولئك العبيد وأقاموا ابنه يوشيا مكانه وضبطه بياء مثناة تحتية مضمومة تجلب واوا بعدها شين معجمة مكسورة ثم ياء مثناة تحتية بفتحة تجلب ألفا فلما ملك أحسن السيرة وهدم الأوثان وكان صالح الطريقة مستقيم الدين وقتل كهنة الأصنام وهدم البيوت والمذابح التي بناها يربعام ابن نباط بالبرابر وكان في أيامه من الأنبياء صقونا وكلدى امرأة شالوم وناحوم وتنبأ لعهده أرمياء بن الحيامن نسل هارون وأخبرهم بالجلاء إلى بابل سبعين سنة فأخذ يوشيا قبة القربان وتابوت العهد وأطبق عليهما في مغارة فلم يعرف مكانهما من بعد ذلك وفي أيامه ملك المجوس بابل ولإحدى وثلاثين من دولته ملك فرعون الأعرج مصر وزحف لقتال مسيح بالفرات فخرج يوشيا لحربه وانهزم يوشيا فهلك
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 101 102 103 104 105 106 107 108 109 111 ... » »»