وخرب بلادهم وفي سادسة عشر من ملكه غزا الحارث بن جبلة أمير غسان والعرب ببرية الشأم غزا بلاد الأكاسرة وهزم عساكرهم وخرب بلادهم ولقيه بعض مرازبة كسرى فهزمهم ورد السبى منهم ثم وقع الصلح بين فارس والروم وتوادعوا وفي خمس وثلاثين من ملك يشطينانش عهد بأن يتخذ عيد الميلاد في رابع وعشرين من كانون وعيد الغطاس في ست منه وكانا من قبل ذلك جميعا في سادس كانون وقال المسبحي أراد يشطينانش حمل الناس على رأى الملكية فأحضر طيماناوس بطرك إسكندرية وكان يعقوبيا وأراده على ذلك فامتنع فهم بقتله ثم أطلقه فرجع إلى مصر مختفيا ثم نفاه بعد ذلك وجعل مكانه بولس وكان ملكيا فلم يقبله اليعاقبة وأقام على ذلك سنين (قال سعيد بن بطريق) ثم بعث قيصر قائدا من قواده اسمه يوليناريوس وجعله بطرك إسكندرية فدخل لكنيسة بزى الجند ثم لبس زي البطاركة وقدس فهموا به فصار إلى سياستهم فاقصدوا ثم حملهم على رأى اليعقوبية وقتل من امتنع وكانوا مائتين وفي أيام يشطينانش هذا ثار السامرة بأرض فلسطين وقتلوا النصارى وهدموا كنائسهم فبعث العساكر وأثخنوا فيهم وأمر ببناء الكنائس كما كانت وكانت كنيسة بيت لحم صغيرة فأمر بأن يوسع فيها فبنيت كما هي لهذا العهد وفي عهده كان المجمع الخامس بقسطنطينية بعد مائة وثلاث وستين من المجمع الخلقدوني ولتاسعة وعشرين من ملك يشطينانش وقد مر ذكر ذلك وفي عهد قيصر هذا مات أبو ليناريوس القائد الذي جعل بطركا بإسكندرية لسبع عشرة سنة من ولايته وهو كان رئيس هذا المجمع وجعل مكانه يوحنا وكان امانيا وهلك لثلاث سنين وانفرد اليعاقبة بالإسكندرية وكان أكثرهم القبط وقدموا عليهم طودوشيوش بطركا لبث فيهم ثنتين وثلاثين سنة وجعل الملكية بطركهم داقيانوس وطردوا طودوشيوش من كرسيه ستة أشهر ثم أمر يشطينانش قيصر بأن يعاد فأعيد وطلب منه المغامسة أن يقدم دقيانوش بطرك الملكية على الشمامسة فأجابهم ثم كتب يشطينانش إلى طودوشيوش البطرك باجتماع المجمع الخلقدوني أو يترك البطركية فتركها ونفاه وجعل مكانه بولش التنسي فلم يقبله أهل إسكندرية ولا ما جاء به ثم مات وغلقت كنائس القبط اليعقوبية ولقوا شدائد من الملكية ومات طودوشيوش البطرك في سابعة وثلاثين من ملكة يشطينانش وجعل مكانه بإسكندرية بطرس ومات بعد سنتين (قال ابن العميد) وسار كسرى أنو شروان في مملكة يشطينانش قيصر إلى بلاد الروم وحاصر أنطاكية وفتحها وبنى قبالتها مدينة سماها رومة ونقل إليها أهل أنطاكية ثم هلك يشطينانش وملك بعده يوشطونش قيصر لست وثلاثين من ملك أنو شروان ولثمانمائة وثمانين للإسكندر فملك ثلاثة عشر سنة وقال هروشيوش
(٢١٩)