المسيح فقال لها الأسقف علامتها أن الميت يحيا بمسيسها فصدقت ذلك بتجربتها واتخذوا ذلك اليوم عيدا لوجود الصليب وبنت على الموضع كنيسة القمامة وأمرت مقاريوس الأسقف ببناء الكنائس وكان ذلك لثلثمائة وثمان وعشرين من مولد المسيح عليه السلام وفي حادية وعشرين من ملك قسطنطين كان مهلك اسكندروس البطرك وولى مكانه تلميذه اثنا شيوش كانت أمه تنصرت على يده فربى ابنها عنده وعلمه وولى بطركا مكانه وسعى به أصحاب اريوش إلى الملك بعده مرتين بقي فيهما على كرسيه ثم رجع وحمل قسطنطين اليهود بالقدس على النصرانية فأظهروها وافتتحوا في الامتناع من اكل الخبز فقتل منهم خلقا وتنصر بعضهم فزعموا أن اخبار اليهود نقصوا من سنى مواليد الآباء نحوا من ألف وخمسمائة سنة ليبطلوا مجئ المسيح في السوابيع التي ذكر دانيال أن المسيح يظهر عندها وانها لم يحن وقتها وان التوراة الصحيحة انها هي التي فسرها السبعون من أحبار اليهود ملك مصر وزعم ابن العميد ان قسطنطين أحضرها واطلع منها على النقص الذي قاله قال وهي التوراة التي بيد النصارى الآن قال ثم أمر قسطنطين بتجديد مدينة بيزنطية وسماها قسطنطينية باسمه وقسم ممالكه بين أولاده فجعل لقسطنطين قسطنطينية وما والاها لقسطنطين الآخر بلاد الشأم إلى أقصى المشرق ولقسطوس الثالث رومة وما والاها قال وملك خمسين سنة منها ست وعشرون بيزنطية قبل غلبة مقسميانوس ومنها أربع وعشرون بعد استيلائه على الروم وتنصر في ثنتي عشرة من آخر ملكه وهلك لستمائة وخمسين للإسكندر قال هروشيوش كان قسطنطين بن قسنطش على دين المجوسية وكان شديدا على النصارى ونفى بطرك رومة فدعا عليه وابتلى بالجذام ووصف له في مداواته ان ينغمس في د ماء الأطفال فجمع منهم لذلك عددا ثم أدركته الرقة عليهم فأطلقهم فرآى في منامه من يحضه على الاقتداء بالبطرك فرده إلى رومة وبرئ من الجذام وجنح من حينئذ إلى دين النصرانية ثم خشى خلاف قومه في ذلك فارتحل إلى القسطنطينية ونزلها وشيد بناءها وأظهر ديانة المسيح وخالف أهل رومة فرجع إليهم وغلبهم على أمرهم وأظهر دين النصرانية ثم جاهد الفرس حتى غلبهم على كثير من ممالكهم ولعشرين سنة من ملكه خرجت طائفة من القوط إلى بلاده فأغاروا وسبوا فزحف إليهم وأخرجهم من بلاده ثم رأى في منامه عربا وبنودا على تمثال الصلبان وقائلا يقول هذه علامة الظفر لك فخرجت أمه هلانة إلى بيت المقدس لطلب آثار المسيح وبنت الكنائس في البلدان ورجعت ثم هلك قسطنطين لاحدى وثلاثين سنة من ملكه اه كلام هروشيوش ثم ولى قسطنطين الصغير بن قسطنطين وسماها هروشيوش قسنطش (قال ابن العميد) ملك أربعا
(٢١٢)