تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٢١١
القياصرة ببني الأصفر وبعض الناس ينسبهم إلى عيصو بن إسحاق وقد أنكر ذلك المحققون وأبوه (وقال أبو محمد بن حزم) عند ذكر إسرائيل عليه السلام كان لإسحاق عليه السلام ابن آخر غير يعقوب واسمه عيصاب وكان بنوه يسكنون جبال السراة من الشأم إلى الحجاز وقد بادوا جملة إلا أن قوما يذكرون أن الروم من ولده وهو خطأ وانما وقع لهم هذا الغلط لان موضعهم كان يقال له أروم فظنوا ان الروم من ذلك الموضع وليس كذلك لان الروم انما نسبوا إلى روملش باني رومة وربما يحتجون بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك للحرث بن قيس هل لك في جلاد بنى الأصفر ولا حجة فيه لاحتمال أن يريد بنى عيصاب على الحقيقة لان قصده كان إلى ناحية السراة وهو مسكن بنى عيصو (قلت) مسكن عيصو هؤلاء كان يقال له ايذوم بالذال المعجمة إلى الظاء أقرب فعربتها العرب راء ومن هنا جاء الغلط والله تعالى أعلم وهذا الموضع يقال له يسعون أيضا والاسمان له في التوراة (قال ابن العميد) خرج قسطنطين المؤمن على مقسيمانوس فهزمه ورجع إلى رومة وازدحم العسكر على الجسر فوقع بهم في البحر وغرق مقسيمانوس مع من غرق ودخل قسطنطين رومة وملكها بعد أن أقام ملكا على بيزنطية من بعد أبيه ستا وعشرين سنة فبسط العدل ورفع الجور وخرج قائده يسكن ناحية قسطنطينية وولاه على رومة وأعمالها وألزمه باكرام النصارى ثم انتقض عليه وقتل النصارى وعبد الأصنام وكان فيمن قتل ماريادس بطرك بطارقة فبعث قسطنطين العساكر إلى رومة لحربه فساقوه أسيرا وقتله ثم تنصر قسطنطين في مدينة نيقا لثنتي عشر من ملكه وهدم بيوت الأصنام وبنى الكنائس ولتاسع عشرة من ملكه كان مجمع الأساقفة بمدينة نيقية ونفى أريوس كما ذكرنا ذلك كله من قبل وأن رئيس هذا المجمع كان اسكندروس بطرك الإسكندرية وفي الخامسة عشر من رياسته توفى بعد المجمع بخمسة أشهر وقال ابن بطريق كانت ولاية اسكندروس في الخامسة من ملك قسطنطين وبقي ست عشرة سنة وقتل في السادسة والعشرين من ملك ديقلاديانوس وانه كان على عهده اوسانيوس أسقف قيسارية قال المسبحي مكث بطركا ثلاثا وعشرين وكسر صنم النحاس الذي هو هيكل زحل بإسكندرية وجعل مكانه كنيسة فهدمها العبيديون عند ملكهم إسكندرية وقال ابن الراهب ان اسكندروس البطرك ولى أول سنة من ملك قسطنطين فمكث ثنتين وعشرين سنة وعلى عهده جاءت هلانة أم قسطنطين لزيارة بيت المقدس وبنت الكنائس وسألت عن موضع الصليب فأخبرها مقاويوس الأسقف ان اليهود أهالوا عليه التراب والزبل فأحضرت الكهنونية وسألتهم عن موضع الصليب وسألتهم رفع ما هنا لك من الزبل ثم استخرجت ثلاثة من الخشب وسألت أيتها خشبة
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»