مخشمس ابني وليتنوس فمضى مخشمس إلى إفريقية وقهر الثوار بها وردها إلى طاعة الرومانيين وزحف ديوقاريان قيصر الأعظم إلى مصر والإسكندرية فحصر الثائر بها إلى أن ظفر بها وقتله ومضى قسطنطش إلى اللمانيين في ناحية بلاد الإفرنج فظفر بهم بعد حروب طويلة وزحف مخشميان خليفة ديوقاريان إلى سابور ملك الفرس فكانت حروبه معه سجالا حتى غلبه وأصاب منه واستأصل مدينة غورة والكوفة من بلاده سبيا وقتلا ورجع إلى رومة ثم سرحه ديوقاريان قيصر إلى حروب أهل غالش من الإفرنجة فأثخن فيهم بالقتل ودام ذلك عليهم عشر سنين ثم اعتزل ديوقاريان وخليفته مخشميان الملك ورفضاه ودفعاه إلى قسنطش ابن وليتنوش وأخيه مخشمس ويسمى غلاربس فاقتسما ملك الرومانيين فكان لمخشمس غلاريش ناحية الشرق وكان لقسنطش ناحية المغرب وكانت إفريقية وبلاد الأندلس وبلاد الإفرنج في ملكته وهلك ديوقاريان ومخشميان معتزلين عن الملك بناحية الشأم وأقام قسنطش في الملك ثم هلك ببرطانية وأقام بملك اللطينيين من بعده ابنه قسطنطين انتهى كلام هروشيوش ويظهر أن هذا الملك الذي سماه ابن العميد ديقلاديانوس هو الذي سماه هروشيوش ديوقاريان والخبر من بعد ذلك متشابه والأسماء مختلفة ولا يخفى عليك وضع كل اسم في مكانه من الآخر والله سبحانه وتعالى أعلم * (الخبر عن القياصرة المتنصرة من اللطينيين وهم الكيتم واستفحال ملكهم بقسطنطينية ثم بالشأم بعدها إلى حين الفتح الاسلامي ثم بعده إلى انقراض أمرهم) * هؤلاء الملوك القياصرة المتنصرة من أعظم ملوك العالم وأشهرهم وكان لهم الاستيلاء على جانب البحر الرومي من الأندلس إلى رومة إلى القسطنطينية إلى الشأم إلى مصر والإسكندرية إلى إفريقية والمغرب وحاربوا الترك والفرس بالمشرق والسودان بالمغرب من النوبة فمن وراءهم وكانوا أولا على دين المجوسية ثم بعد ظهور الحواريين ونشر دين النصرانية بأرضهم وتسلطهم عليهم بأرضهم مرة بعد أخرى أخذوا بدينهم وكان أول من أخذ به قسطنطين بن قسنطش بن وليتنوس وأمه هلانه بن مخشميان قيصر خليفة ديوقاريان قيصر الثالث والثلاثون من القياصرة وقد مر ذكره آنفا وانما سمى هذا الدين دين النصرانية نسبة إلى ناصرة القرية التي كان فيها مسكن عيسى عليه السلام عندما رجع من مصر مع أمه وأما نسبه إلى نصران فهو من أبنية المبالغة ومعناه ان هذا الدين في غير أهل عصابة فهو دين من ينصره من اتباعه ويعرف هؤلاء
(٢١٠)