اوراليانوس بعده وكان محبوبا وقال بطليموس صاحب المجسطي انه رصد الاعتدال الخريفي في ثالثة ملك انطونيوس فكان لأربعمائة وثلاث وستين بعد الإسكندر ثم هلك انطونيوس لثنتين وعشرين كما مر فملك من بعده اوراليانس قال هروشيوش وهو أخو انطونيوس وسماه اورالش وانطونيوس الأصغر وقال كانت له حروب مع أهل فارس وبعد أن غلبوا على أرمينية وسورية من ممالكه فدفعهم عنهما وغلبهم في حروب طويلة وأصاب الأرض على عهده وباء عظيم وقحط الناس سنتين واستسقى لهم النصارى فأمطروا وارتفع الوباء والقحط بعد أن كان اشتد على النصارى وقتل منهم خلقا وهي الشدة الرابعة من بعد نيرون (قال ابن العميد) وفي السابعة من ملكه قدم على الإسكندرية البطرك اغريبوس فلبث اثنى عشر سنة ومات في تاسعة عشر من ملك انطونيوس الأصغر قال وفي أيامه ظهرت مبتدعة من النصارى واختلفت أقوالهم وكان منهم ابن ديصان وغيره فجاهدهم أهل الحق من الأساقفة وأبطلوا بدعتهم وهلك انطونيوس هذا لتسع عشرة من ملكه وفي عاشرة ملكه ظهر أردشير بن بابك أول ملوك الساسانية واستولى على ملك الفرس وكان صاحب الحضر متملكا على السواد فغلبه وملك السواد وقتله وقصته معروفة وكان لعهده جالينوس المشهور بالطب وكان ربى معه فلما بلغه أنه ملك على الروم قدم عليه من بلاد اليونان وأقام عنده وكان لعهده أيضا ديمقراطس الحكيم ولأول سنة من ملكه قدم بليانس بطركا على إسكندرية وهو الحادي عشر من بطاركتها فلبث فيهم عشر سنين ومات وولى مكانه ديمتويوس فلبث فيهم ثلاثا وثلاثين سنة ومات كمودة قيصر لثلاثة عشر كما قلناه فولى من بعده ورمتيلوش ثلاثة أشهر قال ابن العميد وسماه ابن بطريق فرطنوش وقال وملك ثلاثة أشهر وسماه غيره فرطيخوس وسماه الصعيديون برطانوس ومدة ملكه باتفاقهم شهران وقال هروشيوش اسمه اللبيس بن طيجليس وهو عم كمودة قيصر قال وولى سنة واحدة وقتله بعض قواده وأقام في الملك ستة أشهر وقتل (قال ابن العميد) وملك بعده يوليانس قيصر شهرين ومات ثم ولى سوريانوس قيصر وسماه بعضهم سورس وسماه هروشيوش طباريش بن أرنت بن انطونيش واختلفوا في مدته فقال ابن العميد عن ابن بطريق سبع عشرة سنة وقال المسبحي ثمان عشرة وعن أبي فانيوس ستة وعشرة وعن ابن الراهب ثلاث عشرة وعن الصعيديين سنتين قال وملك في رابعة من ملك أردشير واشتد على النصارى وفتك فيهم وسار إلى مصر والإسكندرية فقتلهم وهدم كنائسهم وشردهم كل مشرد وبنى بالإسكندرية هيكلا سماه هيكل الاله قال هروشيوش وهي الشدة الخامسة من بعد شدة نيرون قال ثم انتقض عليه اللطينيون ولم يزل محصورا إلى أن هلك وملك من
(٢٠٥)