تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ١ - الصفحة ٥٨٥
وذكر أبو الخطاب بن زهر أنه جرى في مجلس أبي بكر بن زهير ذكر أبي بكر الأبيض الوشاح المتقدم الذكر فغص منه بعض الحاضرين فقال كيف تغص ممن يقول ما لذلي شراب راح على رياض الأقاح * لولا هضيم الوشاح إذا أسا في الصباح أوفي الأصيل. أضحى يقول * ما للسمول لطمت خدي وللشمال هبت فما لي * غصن اعتدال ضمه بردي مما أباد القلوبا يمشي لنا مستريبا * يا لحظه رد نوبا ويا لماه الشنيبا برد غليل صب عليل * لا يستحيل فيه عن عهدي ولا يزال في كل حال * يرجو الوصال وهو في الصد واشتهر بعد هؤلاء في صدر دولة الموحدين محمد بن أبي الفضل بن شرف قال الحسن بن دويدة رأيت حاتم بن سعيد على هذا الافتتاح شمس قاربت بدرا راح ونديم وابن بهرودس الذي له * يا ليلة الوصل والسعود * بالله عودي وابن مؤهل الذي له. ما العيد في حلة وطاق. وشم وطيب. وإنما العيد في التلاقي. مع الحبيب وأبو إسحاق الرويني قال ابن سعيد سمعت أبا الحسن سهل بن مالك يقول إنه دخل على ابن زهير وقد أسن وعليه زي البادية إذ كان يسكن بحصن سبتة فلم يعرفه فجلس حيث انتهى به المجلس وجرت المحاضرة فانشد لنفسه موشحة وقع فيها كحل الدجى يجري من مقلة الفجر على الصباح ومعصم النهر في حلل خضر. من البطاح فتحرك ابن زهير وقال أنت تقول هذا قال اختبر قال ومن تكون فعرفه فقال ارتفع فوالله ما عرفتك قال ابن سعيد وسابق الحلبة الذي أدرك هؤلاء أبو بكر بن زهير وقد شرقت موشحاته وغربت قال وسمعت أبا الحسن سهل بن مالك يقول قيل لابن زهير لو قيل لك ما أبدع وأرفع ما وقع لك في التوشيح قال كنت أقول ما للموله من سكره لا يفيق. يا له سكران. من غير خمر. ما للكئيب المشوق. يندب الأوطان هل تستعاد. أيامنا * بالخليج. وليالينا أو نستفاد. من النسيم الأريج. مسك دارينا
(٥٨٥)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 » »»