فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٩١
للسهام وجعل يرمي نحو تلك الآية ويقول * تهدد كل جبار عنيد * فهأنذاك جبار عنيد * * إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل يا رب مزقني الوليد * واستقبل شهر الصوم في خلافته بالمجون والشرب فوعظ في ذلك فقال * ألا من مبلغ الرحمن عنى * بأني تارك شهر الصيام * * فقل لله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي * ولما بلغه أن الناس يعيبون عليه ترك الصلاة والصيام قال ما للناس وعيب ما نحن فيه لنا منهم الدعاء والطاعة ولهم منا العدل والإحسان ثم قال عجبت لمن يعلم أن الفرح لا يكون إلا بنقصان العقل ولا يجعل درجا هذه الأقداح وأباح المحارم فأصبح دمه وهو مباح ومن شعره * لا أسأل اله الله تغييرا لما صنعت * نامت وقد أسهرت عيني عيناها * * فالليل أطول شيء حين أفقدها * والليل أقصر شيء حين ألقاها * وقال صاحب الأغاني لما أتى نعى هشام إلى الوليد قال والله لألتيقن هذه النعمة بسكرة قبل الظهر ثم قال * طاب يومي ولذ شرب السلافة * إذ اتانا نعي من بالرصافة * * وأتانا الوليد ينعى هشاما * وأتانا بخاتم للخلافة * * فاصطبحنا من خمر عانة صرفا * ولهونا بقينة عزافه * ثم حلف لا يبرح من موضعه حتى يغني في هذا الشعر فغنى له وشرب حتى سكر ثم دخل فبويع له وسمع صياحا فقال ما هذا فقيل له هذا من دار هشام تبكيه بناته فقال * إني سمعت بليلي * ورا المصلى رنه * * إذا بنات هشام * يندبن والدهنه * * يندبن قرما جليلا * قد كان يعضدهنه * * أنا المخنث حقا * إن لم أنيكنهنه * وقال لعمر الوادي غنني فيه فغناه فشرب أرطالا ثم قال له والله إن سمعه منك أحد لأقتلنك فما سمع منه حتى مات
(٥٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 ... » »»