فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٩٠
((566 - الوليد بن يزيد)) الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أمير المؤمنين لقب البيطار وخليع بني مروان والفاتك والزنديق وكان وسيما جسيما أبيض مشربا بحمرة ربعة قد وخطه الشيب ولد سنة تسعين وبويع له سنة خمس وعشرين وهو مقيم بالرصافة وقتل بالبخراء على أميال من تدمر ثامن وعشرين جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة وله أربعون سنة وقيل إحدى وأربعون وكانت أيامه سنة وشهرين وكان أبوه عهد إليه بعد هشام وكان قد جعل ولديه عثمان والحكيم وليي عهده فحبسا ولم يزالا في الحبس إلى أن ولى مروان الجعدي فقتلهما وكان الوليد قد انتهك محارم الله تعالى فرماه الناس بالحجارة فدخل القصر وأغلقه فأحاطوا به وقالوا لم ننقم عليك في أنفسنا شيئا لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله تعالى وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله تعالى فقال حسبكم قد أكثرتم ودخل الدار وأخذ المصحف وقال يوم كيوم عثمان وفتح المصحف يقرأ فتسوروا عليه وضربه عبد السلام اللخمي على رأسه وضربه آخر على وجهه فتلف وجرزه وحزوا رأسه وأتى يزيد الناقص بالرأس فسجد وكان قد جعل لمن يأتيه بالرأس مائة ألف درهم فنصبه على رمح بعد صلاة الجمعة فلما رآه أخوه سليمان قال بعدا له أشهد أنه كان شروبا للخمر ماجنا فاسقا ولقد راودني عن نفسي قال الشيخ شمس الدين ولم يصح عنه كفر لكنه اشتغل بالخمر واللياطة فخرجوا عليه لذلك قال صاحب الإشعار بما للملوك من النوادر والأشعار كان ربما صلى سكرانا وكان في أيام هشام ينتظر الخلافة يوما فيوما ففتح يوما المصحف فطلع * (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) * إبراهيم 15 فجعل المصحف هدفا
(٥٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 585 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 ... » »»