فشربت أنا وهو يوما بغمى فانتبه من سكره وقال اسمع ثم أنشد * شربت وفاتك مثلي جموح * بغمى بالكئوس وبالبواطي * * يعاطيني الزجاجة أريحي * رخيم الدل بورك من معاطي * * أقول له على طرب ألطني * ولو بمؤاجر علج نباطي * * فما خير الشراب بغير فسق * يتابع بالزنا وباللواط * * جعلت الحج في غمى وبني * وفي قطربيل أبدا رباطي * * فقل للخمس آخر ملتقانا * إذا ما كان ذاك على الصراط * يعني بالخمس الصلوات وتوفي في حدود المائتين ((563 - أبو حليقة)) أبو الوحش بن أبي الخير بن داود بن أبي المنى الحكيم الرشيد أبو حليقة سمى أبا حليقة لحلقة كانت في أذنه كان أوحد زمانه في الطب وكان له حظ من الأدب ولد بجعبر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة سبعين وستمائة وخرج من جعبر إلى الرها وربى بها وخدم الكامل وخدم الصالح وخدم الترك إلى دولة الظاهر وقرأ الطب على عمه أبي سعيد بدمشق وعلى مهذب الدين الدخوار وله نوادر في الطب كان قد أحكم معرفة نبض الكامل حتى إنه أخرج يده يوما إليه من خلف ستارة مع الدور المرضى فقال هذا نبض مولانا السلطان وهو بحمد الله صحيح فعجب منه ولما طال عليه عمل الدرياق الفاروق لتعذر أدويته عمل ديارقا مختصرا توجد أدويته في كل مكان وقصد بذلك التقرب إلى الله تعالى وكان يخلص المفلوجين لوقته وينشيء في العصب زيادة في الحرارة الغريزية ويقويه ويذيب البلغم في وقته ويسكن القولنج في وقته وحصل للسلطان نزلة في أسنانه فآلمه ذلك وداواه الأسعد لاشتغال الرشيد بعمل الدرياق فلم ينجع وزاد الألم فطلب الرشيد فقال له تسؤك من
(٥٨٥)