فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٧٩
* واها لنا لو أننا * في ظل طيب العيش نترك * * والمرء يحسب عمره * فإذا أتاه الشيب فذلك * ((559 - هشام بن عبد الملك)) هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو الوليد أمير المؤمنين كان أبيض أحول سمينا طويلا أكلف يخضب بالسواد مولده سنة قتل ابن الزبير سنة اثنتين وسبعين للهجرة وتوفي بالرصافة من أرض قنسرين ليلة الأربعاء لست خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة وصلى عليه ابنه مسلمة بن هشام وبويع سنة خمس ومائة وكانت أيامه تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وهو الذي قتل زيد بن علي بالكوفة سنة إحدى وعشرين ومائة وكانت داره عند باب الخواصين التي بعضها الآن المدرسة النورية قال مصعب بن الزبير الزبيري زعموا أن عبد الملك رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات فدس من سأل سعيد بن المسيب وكان يعبر الرؤيا فقال سعيد بن المسيب يملك من ولده لصلبه أربعة فكان آخرهم هشام وكان يجمع المال ويوصف بالحرص والبخل وكان حازما عاقلا صاحب سياسة حسنة وكان يكره الدماء وما كان أشد عليه ما دخله من قتل زيد بن علي وابنه يحيى فإنه دخله من قبلهم أمر شديد فلما ظهر بنو العباس على بني أمية عمد عبد الله بن علي فنبش هشاما من قبره وصلبه وكان هشام رجل بني أمية حزما ورأيا ولما أتته الخلافة سجد لله شكرا ورفع رأسه فوجد الأبرش الكلبي واقفا فقال ما لك لم تسجد معي فقال يا أمير المؤمنين رأيتك وقد رفعت إلى السماء وأنا مخلد إلى الأرض فقال أرأيتك إن رفعتك معي أستجد قال الآن طاب السجود وسجد فأمر له بالإحسان الكثير وأن يكون جليسه طول مدته وعوتب في شأنه وقيل له ما تجالس من هذا الأبرش فقال حظي منه عقله لا وجهه
(٥٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 573 574 575 576 577 579 580 581 582 583 584 ... » »»