وكان يقرأ فيما بعد على المشايخ شرحا وتصحيحا كل يوم اثني عشر درسا ودرسين في الوسيط ودرسا في المهذب ودرسا في الجمع بين الصحيحين ودرسا في صحيح مسلم ودرسا في اللمع لابن حني ودرسا في إصلاح المنطق ودرسا في التصريف ودرسا في أصول الفقه تارة في اللمع لأبي إسحاق وتارة في المنتخب للإمام فخر الدين ودرسا في أسماء الرجال ودرسا في أصول الدين وكان يعلق كل ما يتعلق بذلك من شرح مشكل ووضوح عبارة وضبط لغة وخطر له الاشتغال في علم الطب فاشترى القانون وعزم على الاشتغال فيه قال فأظلم علي قلبي وبقيت أياما لا أقدر على الاشتغال بشيء ففكرت في أمري ومن أين دخل على الداخل فألهمني الله أن سببه اشتغالي بالطب فبعت القانون واستنار قلبي وسمع صحيح مسلم من الرضى بن البرهاني وسمع البخاري ومسند أحمد وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجة وجامع الترمذي ومسند الشافعي وسنن الدارقطني وشرح السنة وأشياء عديدة وسمع من ابن عبد الدايم والزين خالد وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز القاضي عماد الدين بن الحرستاني وابن أبي اليسر ويحيى الصيرفي والصدر البكري والشيخ شمس الدين بن أبي عمر وطائفة سواهم وأخذ علم الحديث عن جماعة من الحفاظ فقرأ كتاب الكمال لعبد الغني على أبي البقا خالد النابلسي وشرح مسلم وشرح مسلم ومعظم البخاري على المرادي وأخذ الفقه عن القاضي أبى علي الفتح التفليسي وتفقه على الإمام كمال الدين إسحاق المغربي والإمام شمس الدين عبد الرحمن بن نوح وعز الدين عمر بن أسعد الإربلي وأخذ عنه القاضي صدر الدين سليمان الجعبري خطيب داريا والشيخ شهاب الدين بن جعوان والشيخ علاء الدين بن العطار وأمين الدين سالم والقاضي شهاب الدين الإربدي وروى عنه ابن العطار والمزي وابن أبي الفتح وجماعة وقد نفع الله المسلمين بتصانيفه واشتهرت وجلبت إلا الأمصار فمنها
(٥٩٤)