فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٧٣
تلك الحالة وهو يرعد غضبا وقال والله لا وليت لي عملا أبدا وللواثق شعر حسن منه * قالت إذا الليل دجا فأتنا * فجئتها حين دجا الليل * * خفى وطء الرجل من حاسد * ولو درى حل به الويل * وله * تنح عن القبيح ولا ترده * ومن أوليته حسني فزده * * ستكفي من عدوك كل كيد * إذا كاد العدو ولم تكده * وكان يحب خادما أهدى له من مصر فأغضبه الواثق يوما فسمعه يقول لبعض الخدم والله إن الواثق يروم منذ أمس أن أكلمه فلم أفعل فقال * يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا * هل أنت إلا مليك جار فاقتدرا * * لولا الهوى لتجارينا على قدر * فإن أفق مرة منه فسوف ترى * وقال يحيى بن أكثم ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق ما مات وفيهم فقير وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة بالقول بخلق القرآن ويقال إن الواثق رجع قبل موته عن القول بخلق القرآن وقال عبيد الله بن يحيى حدثنا إبراهيم بن ساباط قال حمل فيمن حمل رجل مكبل بالحديد من بلاده فأدخل فقال ابن أبي دؤاد تقول أو أقول قال هذا من أول جوركم أخرجتم الناس من بلادهم ودعوتموهم إلى شيء لا بل أقول قال قل والواثق جالس قال أخبرني عن هذا الرأي الذي دعوتم إليه الناس أعلم رسول الله به فلم يدع الناس إليه أم شيء لم يعلمه قال علمه قال فكان يسعه ألا يدعو الناس إليه وأنتم لا يسعكم قال فنبهته واستضحك الواثق وقام قابضا على فمه ودخل بيتا ومد رجليه وهو يقول وسع النبي أن يسكت عنه ولم يسعنا وأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار وأن يرد إلى بلده وقال رزقان بن أبي دؤاد إن الواثق لما احتضر قال * الموت فيه جميع الخلق مشترك * لا سوقة منهم تبقى ولا ملك *
(٥٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 579 ... » »»