فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥١
بالسعر الذي قررته معهم وطالبهم الساعة بفضل ما بين السعرين وأخرهم بالثمن إلى أن يتسلموا الغلال واكتب إلى النواحي بتقبيضهم ذلك فقام ابن أبي عون من المجلس وقد حصل له مائة ألف دينار فقال له الوزير اجعل هذه أصلا لنعمتك ولا يسألنك أحد من الخلق شيئا إلا أخذت رقعته ووافقته على أجرة ذلك وخاطبني فيه وكان يعرض عليه في كل يوم ما يصل إليه بما فيه ألوف دنانير ويدخل في المكاسب الجليلة وكان ربما قال له في بعض الرقاع كم قرروا لك على هذه فيقول كذا فيقول الوزير هذه تسوي أكثر من ذلك ارجع إليهم ولا تفارقهم إلا بكذا وكان ممن خدمه في أيام نكبته رجل يعرف بيعقوب الصايغ وكان عاميا ساقطا فقلده لما ولي الوزارة حسبة الحضرة فعزم الوزير في بعض الأوقات على السفر فجلس للنظر فيما يحمل معه من خزانته ومن يسافر معه من أصحابه وخدمه ويعقوب حاضر فأمر الوزير بما يحمل معه فلما انتهى إلى فصل منه قال يعقوب بغباوته وعاميته ويحمل أيضا معه كفن وحنوط فتطير الوزير من ذلك واعرض عنه وأخذ يأمر وينهي ولما انتهى إلى فصل من كلامه كرر يعقوب ذلك القول فأعرض عنه ضجرا وفعل ذلك ثالثا فقال الوزير يا هذا أتخاف على إن أنا مت أن أصلب أو أطرح على قارعة الطريق بغير كفن إن تعذر الكفن لفوني في ثيابي رحمه الله تعالى وعفا عنه ((319 - الوراق التميمي)) عتيق بن محمد أبو بكر الوراق التميمي قال ابن رشيق دخلت الجامع فوجدته في حلقة يقرأ الرقائق والمواعظ ويذكر أخبار السلف الصالحين ومن بعدهم من التابعين وقد بدأ خشوعه وترقرقت دموعه فما كان إلا أن جئته عشية ذلك اليوم إلى بيته فوجدته وفي
(٥١)
مفاتيح البحث: أبو بكر الوراق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»