ولما دخل ابن المعتز على ابنه القاسم بن عبيد الله قال * إني معزيك لا أني على ثقة * من الخلود ولكن سنة الدين * * فما المعزي بباق بعد صاحبه * ولا المعزي ولو عاشا إلى حين * ولما حمل على أعناق الرجال قال ابن المعتز * وما كان ريح المسك ريح حنوطه * ولكنه هذا الثناء المخلف * * وليس صرير النعش ما تسمعونه * ولكنه أصلاب قوم تقصف * ولما تقدم القاسم للصلاة عليه قال ابن المعتز * قضوا ما قضوا من أمره ثم قدموا * إماما لهم والنعش بين يديه * * فصلوا عليه خاشعين كأنهم * وقوف خضوع للسلام عليه * ولما استتر عند ابن أبي عون التاجر دخل عليه يوما فقام له فقال له ابن أبي عون يا سيدي اخبأ لي هذا القيام إلى وقت أنتفع به فما كان إلا قليل حتى ولي الوزارة فاستدعاه فصار إليه وهو في مجلسه بخلعته والناس عنده فقام إليه وعانقه وقال هذا وقت ينتفع بقيامي وأجلسه معه على طرف الدست فما مضت ساعة حتى استدعاه المعتضد فدخل عليه وغاب ثم حضر وأخذ بيده إلى مكان خلوة وقال له الخليفة طلبني بسببك لأنه كوتب بخبرنا وأنكر علي وقال تبذل مجلس الوزارة لتاجر ولو كان ملك أو ولي عهد كان كثيرا فقلت يا أمير المؤمنين لم يذهب على حق المجلس ولكن لي عذر وأخبرته خبري معك فقال أما الآن فقد عذرتك ثم قال لي إني قد شهرتك شهرة إن لم يكن معك مائة ألف دينار معدة للنكبة هلكت فيجب أن نحصلها لك لهذه الحالة فقط ثم نحصل لك نعمة بعدها ثم قال هاتم فلانا الكاتب فجاء فقال أحضر الساعة التجار وسعر مائة ألف كر من غلات السلطان بالسواد عليهم فخرج وعاد وقال قد قررت معهم ذلك فقال بع على أبي عبد الله هذه الغلة بنقصان دينار مما قررت السعر مع التجار وبعه له عليهم
(٥٠)