فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٥
وقال أيضا * رعى الله وادي النيربين فإنني * قطعت به يوما لذيذا من العمر * * درى أنني قد جئته متنزها * فمد لأقدامي بساطا من الزهر * * وأخدمني الماء الزلال فحيثما التفت * رأيت الماء في خدمتي يجري * وقال أيضا * مذ لاحظ المنثور طرف النرجس المزور * قال وقوله لا يدفع * * فتح عيونك في سواي فإنما * عندي قبالة كل عين إصبع * وقال * ومادمة كاساتها * تعطى الأمان من الزمان * * قد أحكمت علم النجوم * وأتقنت سحر البيان * * فإذا حساها الشاربون * وأوقعتهم في الأماني * * بدأت بإخراج الضمير * وبعده عقد اللسان * ((505 - التلعفري الشاعر)) محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة الأديب البارع شهاب الدين الشيباني التلعفري الشاعر المشهور ولد بالموصل سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة واشتغل بالأدب ومدح الملوك والأعيان وكان خليعا معاشرا امتحن بالقمار وكلما أعطاه الملك الأشرف شيئا قامر به فطرده إلى حلب فمدح العزيز فأحسن إليه وقرر له رسوما فسلك معه ذلك المسلك فنودي في حلب أي من قامر مع الشهاب التلعفري قطعت يده فضاقت عليه الأرض فجاء إلى دمشق ولم يزل يستجدي ويقامر حتى بقي في أتون حمام وفي الآخر نادم صاحب حماة توفي سنة خمس وسبعين وستمائة ومن شعره * أقلعت إلا عن العقار * وبت إلا من القمار * * فالكاس والفص ليس يخلو * منهم يميني ولا يسارى *
(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»