* إن عيشي الرغيد * حين ألقى الصديق * * وعذار جديد * وسلاف عتيق * * ثم ألقى شهيد * بسيوف الرحيق * * كم كذا ذا الفشار * وخيوط الرؤوس * * طاح عمري وطار * في سماع الدروس * وكان الشيخ صدر الدين عارفا بالطب علما لا علاجا فاتفق أن شكا إليه الأفرم سوء هضم فركب له سفوفا وأحضره فلما استعمله أفرط في الإسهال جدا فأمسكه مماليكه ليقتلوه وأحضروا أمين الدين الحكيم لمعالجة الأفرم فعالجه باستفراغ تلك المواد التي اندفعت وأعطاه أمراق الفراريج ثم أعطاه الممسكات حتى صلح حاله فلما صلحت حال سأل الأفرم عن الشيخ صدر الدين فأخبروه المماليك ما فعلوا به فأنكر ذلك عليهم ثم أحضره وقال له يا صدر الدين جئت تروحني غلطا فقال له سليمان الحكيم يا صدر الدين اشتغل بفقهك ودع الطب فغلط المفتي يستدرك وغلط الطبيب ما يستدرك فقال الأفرم صدق لك لا تخاطر ثم قال لمماليكه مثل صدر الدين ما يتهم والله الذي جرى عليه منكم أصعب مما جرى على وما أراد والله إلا الخير ثم سير له جملة دراهم وقماش ولما أنكر البكري استعارة البسط والقناديل من الجامع العمري بمصر لبعض كنائس القبط في بعض مهماتهم ونسب هذه الفعلة إلى كريم الدين فطلع البكري إلى حضرة السلطان وكلمه في ذلك وأغلظ في القول وكاد يجوز ذلك على السلطان لو لم يحل بعض القضاة الحاضرين على البكري وقال ما قصر الشيخ كالمستهزئ به فحينئذ أغلظ السلطان له وأمر بقطع لسانه فأتى الخبر إلى الشيخ صدر الدين وهو في زاوية السعودي فطلع إلى القلعة على حمار فاره اكتراه للسرعة فرأى البكري وقد أخذ ليمضي فيه ما أمر فلم يملك دموعه أن تساقطت على خده واستمهل الشرطة ثم صعد الإيوان والسلطان جالس به وتقدم إلى السلطان من غير استئذان وهو باك فقال له السلطان خير يا صدر الدين فزاد بكاؤه ونحيبه ولم يقدر على مجاوبة السلطان فلم يزل السلطان يرفق به ويقول له خير ما بك إلى أن قدر على
(٤٢٦)