فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٦
* وأرتوي من زمزم فهي لي * أرق من ريق المها ريا * وقال أيضا * تمنيت أن الشيب عاجل لمتى * وقرب منى في صباى مزارة * * فآخذ من عصر الشباب نشاطه * وآخذ من عصر المشيب وقاره * وقال أيضا * عطيته إذا أعطى سرور * فإن سلب الذي أعطى أثابا * * فأي النعمتين أعد فضلا * وأحمد عند عقباها إيابا * * أنعمته التي كانت سرورا * أم الأخرى التي جلت ثوابا * وقال يمدح رسول الله * لم يبق لي أمل سواك فإن يفت * ودعت أيام الحياة وداعا * * لا أستلذ لغير وجهك منظرا * وسوى حديثك لا أريد سماعا * وقال أيضا * أتعبت نفسك بين لذة كادح * طلب الحياة وبين حرص مؤمل * * وأضعت نفسك لا خلاعة ماجن * حصلت فيه ولا وقار مبجل * * وتركت حظ النفس في الدنيا وفي الأخرى * ورحت عن الجميع بمعزل * وقال أيضا * لعمري لقد قاسيت بالفقر شدة * وقعت بها في حيرة وشتات * * فإن ربحت بالشكوى هتكت مروءتي * وإن لم أبح بالصبر خفت مماتي * * وأعظم به من نازل لملمة * يزل حيائي أو يزل حياتي * وقال أيضا دوبيت * الجسم تذبيه حقوق الخدمة * والقلب عذابه علو الهمة * @ 406 @ * والعمر بذاك ينقضي في تعب * والراحة ماتت فعليها الرحمة * وقال أيضا * يا عصر شبيبتي ولهوي أرأيت * ما أسرع ما انقضيت عني ومضيت * * قد كنت مساعدي على كيت وكيت * واليوم فلو رأيت حالي لبكيت * وقال أيضا * أفكر في حالي وقرب منيتي * وسيري حثيثا في مصيري إلى القبر * * فينشئ لي فكري سحائب للأسى * تسح هموما دونها وابل القطر * * إلى الله أشكو من وجودي فإنني * تعبت به مذ كنت في مبتدأ العمر * * نروح ونغدو والمنايا فجائغ * تكدره والموت خاتمة الأمر * وله أيضا * سحاب فكري لا يزال هاميا * وليل همي لا أراه راحلا * * قد أتعبتني همتي وفطنتي * فليتني كنت مهينا جاهلا * وقال أيضا * كم ليلة فيك وصلنا السرى * لا نعرف الغمض ولا نستريح * * وكلت العيس وجد الهوى * واتسع الكرب وضاق الفسيح * * وكادت الأنفس مما بها * تزهق والأرواح منا تطيح * * واختلف الأصحاب ماذا الذي * يزيل من شكواهم أو يريح * * فقيل تعريسهم ساعة * وقلت بل ذكراك وهو الصحيح * وقال أيضا * يا معرضا عني ولست بمعرض * بل ناقضا عهدي وليس بناقض * * أتعبتني بخلائق لك لم يفد * فيها وقد جمحت رياضة رائض *
(٤٠٦)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 406 407 408 409 410 411 ... » »»