فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٠
في الفصل الثاني في فضل الصديقية: ' قال الشيخ محيي الدين بن العربي البحر الزاخر في المعارف الإلهية ' وذكر من كلامه جملة ثم قال في آخر الفصل: إنما نقلت كلامهوكلام من يجري مجراه من أهل الطريق لأنهم أعرف بحقائق هذه المقامات وأبصر بها لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقا والمخبر عن الشئ ذوقا مخبر عن اليقين فاسأل به خبيرا انتهى ومن شعر الشيخ محيي الدين:
* إذا حل ذكركم خاطري * فرشت خدودى مكان التراب * * وأقعدنى الذل في بابكم * قعود الأسارى لضرب الرقاب * وقال:
* نفسي الفداء لبيض خرد عرب *) لعبن بي عند لثم الركن والحجر * * ما أستدل إذا ما تهت خلفهم * إلا بريحهم من طيب الأثر * * غازلت من عزلى فيهن واحدة * حسناء ليس لها أخت من البشر * * إن أسفرت عن محياها أرتك سنا * مثل الغزالة إشراقا بلا غير * * للشمس غرتها لليل طرتها * شمس وليل معا من أحسن الصور * وقال في كتاب ترجمان الأشواق:
* سلام على سلمى ومن حل بالحمى * وحق لمثلى رقة أن يسلما * * وماذا عليها أن ترد تحية * علينا ولكن لا احتكام على الدمى * * سروا وظلام الليل أرخى سدوله * فقلت لها صبا غريبا متيما * * فأبدت ثناياها وأومض بارق * فلم أدر من شق الحنادس منهما * * وقالت أما يكفيه أنى بقلبه * يشاهدنى من كل وقت أما أما * وقال فيه - أيضا -:
* درست عهودهم وإن هواهم * أبدا جديد في الحشا ما يدرس * * هذى طلولهم وهذى الأدمع * ولذكرهم أبدا تذوب الأنفس * * ناديت خلف ركابهم من حبهم * يا من غناه الحسن ها أنا مفلس *
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 397 398 399 400 401 406 407 408 409 ... » »»