فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤١١
* إذا من بالوصل بعد طول جفا * * حتى إذا ما اطمأن وانعطفا * * أسفر عنه اللثام ثم جلا * وردا بغير اللحاظ منه فلا يقطف * * فظلت من فرط شدة البرج * * إذ زاراني والرقيب لم يلح * * ألثم أقدامه من الفرح * * وقلت إذ عن صدوده عدلا * أهلا بمن بعد جفوة وقلى أسعف * ((488 - كمال الدين بن الزملكاني)) محمد بن علي بن عبد الواحد الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة ذو الفنون جمال الإسلام كمال الدين بن الزملكاني الأنصاري السماكي الدمشقي كبير الشافعية في عصره ولد في شوال سنة سبع وستين وستمائة وسمع من ابن علان والفخر على وابن الواسطي وابن القواس وطلب الحديث وقرأه وكان فصيحا مشرعا وكان بصيرا بالمذهب وأصوله قوي العربية وقد أتقنها ذكاء ودربها ذكيا صحيح الذهن صائب الفكر تفقه على الشيخ تاج الدين وأفتى وله نيف وعشرون سنة وكان يضرب بذكائه المثل وقرأ العربية على الشيخ بدر الدين بن مالك وقرأ على قاضي القضاة شهاب الدين الخويي وقاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي وعلى شمس الدين الأيكي وصفي الدين الهندي وحفظ التنبيه والمنتخب في أصول الفقه والمحصل في أصول الدين وغير ذلك وكتب المنسوب وكان شكله حسنا ومنظره رائعا وتجمله في بزته وهيئته وغاية وشيبته منورة بنور الإسلام يكاد الورد يلقط من وجنتيه وعقيدته صحيحة متمكنة أشعرية وفضائله عديدة وفواضله ربوعها مشيدة وكان كريم النفس عالي الهمة حشمته وافرة
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»