فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٢
وقال من ينظم مثل هذا ما الحامل له على ادعاء ما ليس له فابتدر ابن الخيمي وقال هذه سرقة عادة لا سرقة حاجة وانفصل المجلس وسافر ابن إسرائيل لوقته من الديار المصرية وطلب ابن خلكان وهو نائب الحكم بالقاهرة الأبات من ابن الخيمى فكتبها له وذيل في آخرها أبياتا وسأله الحكم بينه وبين من ادعاها والقصيدة المدعاة هي هذه * يا مطلبا ليس لي في غيره أرب * إليك آل التقصي وانتهى الطلب * * وما طمحت لمرأى أو لمستمع * إلا لمعني إلى علياك ينتسب * * وما أراني أهلا أن تواصلني * حسبي علوا بأني فيك مكتئب * * لكن ينازع شوقي تارة أدبي * فاطلب الوصل لما يضعف الأدب * * ولست أبرح في الحالين ذا قلق * نام وشوق له في أضلعي لهب * * ومدمع كلما كفكفت صيبة * صونا لذكرك يعصيني وينسكب * * ويدعي في الهوى دمعي مقاسمتي * وجدي وحزني ويجري وهو مختصب * * كالطرف يزعم توحيد الحبيب ولا * يزال في ليله للنجم يرتقب * * يا صاحبي قد عدمت المسعدين فساعدني * على وصبي لا مسك الوصب * * بالله إن جزت كثبانا بذي سلم * قف بي عليها وقل لي هذه الكثب * * ليقضي الخد من أجراعها وطرا * في تربها ويؤدي بعض ما يجب * * ومل إلى البان من شرقي كاظمة * فلي إلى البان من شرقيها أرب * * وخذ يمينا لمغنى تهتدي بشذا * نسيمه الرطب إن ضلت بك النجب * * حيث الهضاب وبطحاها يروضها * دمع المحبين لا الأنداء والسحب * * أكرم به منزلا تحميه هيبته * عنى وأنواره لا السمر والقضب * * دعني أعلل نفسا عز مطلبها * فيه وقلبا لغدر ليس ينقلب * * ففيه عاينت قدما حسن من حسنت * به الملاحة واعتزت به الرتب * * أحيا إذا مت من شوق لرؤيته * بأنني لهواه فيه منتسب * * ولست أعجب من جسمي وصحته * في حبه إنما سقمي هو العجب * * والهف نفسي لو أجدي تلهفها * غوثا ووا حربا لو ينفع الحرب * * يمضي الزمان وأشواقي مضاعفة * يا للرجال ولا وصل ولا سبب *
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 385 386 387 388 ... » »»