فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٣١
القول حسن المعاني رشيق الألفاظ دخل بغداد وجالس ابن ناقيا والأبيوردي والخطيب التبريزي وأنشدهم شعره ودخل الري وأصفهان ولقي ابن الهبارية الشاعر وعمل رسالة لقبها تحية الندمان أتى فيها بكل معنى غريب تشتمل على عشر كراريس وأورد له في مليح قد حلق شعره * وجهك المستنير قد كان بدرا * فهو شمس لنفي صدغك عنه * * ثبتت آية النهار عليه * إذ محا القوم آية الليل منه * وأحسن منه قول ابن بلول الكاتب * حلقوك تقبيحا لحسنك رغبة * فازداد وجهك بهجة وضياء * * كالخمر فك ختامها فتشعشعت * كالشمع قط ذباله فأضاء * ومن شعر السابق المعري * وأغيد واجه المرآة زهوا * فحرق بالصبابة كل نفس * * وليس من العجائب أن تأتي * حريق بين مرآة وشمس * وقال أيضا * ولقد عصيت عواذلي وأطعته * رشأ يقتل عاشقيه ولا يدي * * إن تلق شوك اللوم فيه مسامعي * فبما جنت من ورد وجنته الندى * وقال أيضا * وراح أزاحت ظلام الدجى * فأبدى الفراش إليها فطارا * * رآها توقد في كأسها * فيممها يحسب النور نارا * * وما زلت أشربها قهوة * تميت الظلام وتحيي النهارا * وقال أيضا * حلمت عن السفيه فزاد بغيا * وعاد فكفه سفهي عليه * * وفعل الخير من شيمي ولكن * أتيت الشر مدفوعا إليه *
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»