فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٦
* نحن لولا الوجود لم نألم الفق * د فإيجادنا علينا بلاء * ومن شعره * بربك أيها الفلك المدار * أقصد ذا المسير أم اضطرار * * مدارك قل لنا في أي شيء * ففي أفهامنا عنك انبهار * * فطوق في المجرة أم لآل * هلالك أم يد فيها سوار * * وفيك الشمس رافعة شعاعا * بأجنحة قوادمها قصار * * ودنيا كلما وضعت جنينا * عراه من نوائبها طوار * * هي العشواء ما خبطت هشيم * هي العجماء ما جرحت جبار * * فكم من بعده عفر وعقر * يضير وما تلا ليلا نهار * * لقد بلغ العدو بنا مناه * وحل بآدم وبنا الصغار * * وتهنا ضائعين كقوم موسى * ولا عجل أضل ولا خوار * * فيا لك أكلة ما زال فيها * علينا نقمة وعليه عار * * نعاقب في الظهور وما ولدنا * ويذبح في حشا الأم الحوار * * ونخرج كارهين كما دخلنا * خروج الضب أخرجه الوجار * * وكانت أنعما لو أن كونا * نشاور قبله أو نستشار * * وما أرض عصته ولا سماء * ففيم يغول أنجمها انكدار * ومثل هذه للبحتري * أناة أيها الفلك المدار * أنهب ما تطرف أم جبار * * ستفنى مثلما ما تفنى وتبلى * كما تبلى فيدرك منك ثار * * وما أهل المنازل غير ركب * مطاياهم رواح وابتكار * * لنا في الدهر آمال طوال * نرجيها وأعمار قصار * * وأهون بالخطوب على خليع * إلى اللذات ليس له عذار * * فآخر يومه سكر تجلى * غوايته وأوله خمار *
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»