* في ريقه طعم السلاف ولونها * في خده واللطف في أخلاقه * * غفل الرقيب فزارني فوشى به * في ليل طرته سنا إشراقه * * يشكو إلي غرامه وأبثه * وجدي وما لاقيت من أشواقه * * حتى إذا ما الليل مد رواقه * وقضى بجمع الشمل بعد فراقه * * هجم الصباح على الدجى بحسامه * فظننت أن الصبح من عشاقه * وأورد له أيضا * ما هب من أرض العراق نسيم * إلا دعاني للغرام غريم * * فإلام ويك تلوم جهلا بالهوى * قصر فإفراط الملامة لوم * * أنى يحل العذل من سمعي وفي * قلبي لتكرار الكلام كلوم * * يا أيها القمر الذي لم يخل من * يهواه من لاح عليه يلوم * * إن العذول على هواك أعده * من حاسدي ولا أقول رحيم * * فإلام أحمل ثقل هجرك والهوى * والهجر حامل ثقله مرحوم * * وإلى متى أرعى النجوم تعللا * حتى كأني للنجوم نديم * * ومن العجائب أن قلبي يشتكي * شوقا إليك وأنت فيه مقيم * ((311 - ابن برهان النحوي)) عبد الواحد بن علي بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن برهان أبو القاسم الأسدي العكبري النحوي صاحب العربية والغة والتواريخ وأيام العرب قرأ على عبد السلام البصري وكان أول أمره منجما فصار نحويا وكان حنبليا فصار حنفيا وكانت فيه شراسة على من يقرأ عليه ولم يكن يلبس سراويل ولا على رأسه غطاء وتوفي في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وأربعمائة ببغداد
(٣٣)