فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٨
* أرشدتني لا زلت لي مرشدا * وهاديا من رأيك الأنور * * أبنت لي بيت هدى قلته * عن شرف من بيتك الأطهر * * فضلك فضل ما له منكر * ليس لضوء الشمس من منكر * * أن يجمع العالم في واحد * ليس على الله بمستنكر * اشتغل بالحلة على عميد الرؤساء أيوب وعاد إلى بغداد وأقام عند خاله عضد الدين أبي نصر المبارك بن الضحاك وكان أستاذ الدار ولما قبض على مؤيد الدين القمي وكان أستاذ الدار فوضت الأستاذ دراية إلى شمس الدين بن الناقد ثم عزل وفوضت الأستاذ دارية إلى ابن العلقمي فلما توفي المستنصر بالله وولي الخليفة المستعصم وتوفي ابن الناقد وزر ابن العلقمي وكان قد سمع الحديث واشتغل على أبي البقاء العكبري وحكى أنه لما كان يكاتب التتار تحيل إلى أن أخذ رجلا وحلق رأسه حلقا بليغا وكتب ما أراد عليه بالإبر ونفض عليه الكحل وتركه عنده إلى أن طلع شعره وغطى ما كتب فجهزه وقال إذا وصلت مرهم بحلق رأسك ودعهم يقرءون ما فيه وكان آخر الكلام اقطعوا الورقة فضربت عنقه وهذا غاية في المكر والخزي ((416 - تاج الدين بن حنا)) محمد بن محمد بن علي بن محمد بن سليم المصري الصاحب تاج الدين ابن الصاحب فخر الدين ابن الوزير بهاء الدين بن حنا ولد سنة أربعين وستمائة وتوفي سنة سبع وسبعمائة وسمع من سبط السلفي ومن الشرف المرسي وبدمشق من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وانتهت إليه رياسة عصره بمصره وكان ذا تصون وسؤدد ومكارم أخلاق وشكل حسن وبزة فاخرة إلى الغاية يتناهى في المطاعم والملابس والمساكن ومع ذلك صدقاته كثيرة وتواضعه وافر ومحبته في الفقراء والصلحاء زائدة وهو الذي اشترى الآثار
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»