بالعادل ونهض بأمره لاجين وقراسنقر وطائفة كان قد اصطنعهم في نوبة الأشرف وتمكن وقدم دمشق وسار بالجيش إلى حمص ثم رد ولما كان بأرض بيسان وثب حسام الدين لاجين وشد على بتخاص والأزرق فقتلهما في الحال وكانا عضدي كتبغا واختبط الجيش وفر كتبغا على فرس النوبة وتبعه أربعة من مماليكه وكان ذلك في صفر سنة وتسعين وستمائة وكانت دولته سنتين وساق كتبغا إلى دمشق فتلقاه نائبها مملوكه وفتح له أرجواش القلعة ودقت البشائر ولم ينتظم له حال واجتمع كجكن والأمراء وحلفوا لمن هو صاحب مصر وصرحوا لكتبغا بالحال فقال أنا ما مني خلاف وخرج من القلعة إلى قاعة صغيرة وبذل الطاعة فرسم له أن يقيم بقلعة صرخد فأقام بها وانطوى ذكره إلى بعد نوبة قازان فأحسن الملك الناصر إليه وأعطاه حماة فمات بها سنة اثنتين وسبعمائة وكان موصوفا بالديانة والخير والرفق ونقل تابوته إلى تربته بسفح قاسيون بدمشق وجرى في أيامه الغلاء العظيم بالديار المصرية وكان يبكي ويقول هذا بخطيئتي وفيه يقول الوداعي لما تسلطن وخلع على أهل دمشق * إنما العادل سلطان الورى * عندما جاد بتشريف الجميع * * مثل قطر صاب قطرا ماحلا * فكسا أعطافه زهر الربيع * ((404 - العتابي)) كلثوم بن عمرو العتابي الشاعر أصله من الشام من أرض قنسرين صحب البرامكة وصحب طاهر بن الحسين وكان حسن الاعتذار في رسائله وشعره وهو أديب مصنف له من الكتب كتاب المنطق وكتاب الآداب وكتاب فنون الحكم وكتاب الخيل وكتاب الألفاظ وتوفي في حدود العشرين والمائتين
(٢٣٥)