فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٣
((حرف الغين)) ((387 - أبو الهندي الشاعر)) غالب بن عبد القدوس بن شبث بن ربعي أبو الهندي كان شاعرا مطبوعا أدرك الدولتين الأموية والعباسية وكان جزل الشعر سهل الألفاظ لطيف المعاني وإنما أخمله وأمات ذكره بعده من العرب ومقامه بسجستان وخراسان ومعاقرة الشراب وكان يتهم بفساد الدين واستفرغ شعره في وصف الخمر وهو أول من وصفها من شعراء الإسلام فمن ذلك قوله ( * سقيت أبا المطوع إذ أتاني * وذو الرعثات منتصب يصيح * * شرابا يهرب الذبان منه * ويلثغ حين يشربه الفصيح * وقال * نبهت ندماني وقلت له اصطبح * يا بن الكرام من الشراب الأصهب * * صفراء تنزو في الزجاج كأنها * حدق الجرادة أو لعاب الجندب * وقال * مفدمة قزا كأن رقابها * رقاب بنات الماء تفزع للرعد * * جلتها الجوالي حين طاب مزاجها * وطينتها بالمسك والعنبر الورد * * تمج سلافا في الأباريق خالصا * وفي كل كأس في يدي حسن القد * * تضمنها زق أزب كأنه * صريع من السودان ذو شعر جعد * اشتهى أبو الهندي الصبوح يوما فدخل الخمارة فأعطى الخمار دينارا وجعل يشرب حتى سكر ونام وجاء قوم يسلمون عليه فوجدوه نائما فقالوا للخمار ألحقنا به فسقاهم حتى سكروا وانتبه أبو الهندي فسأل عنهم فعرفه الخمار حالهم فقال يا هذا الآن وقت السكر والآن طاب ألحقني بهم فسقاه حتى سكر وانتبهوا فقالوا للخمار ويحك هو نائم إلى الآن فقال لا انتبه وعرفته خبركم وسكر ونام فقالوا ألحقنا به فسقاهم حتى سكروا ولم يزل
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»