فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٠
* فإن الغني يدني الفتى من صديقه * وعدم الفتى بالمعسرين طروح * فاستعبر عبد الله ورق له وجرت دموعه وقال له والله إني ضنين بمفارقتك شحيح على الفائت من محاضرتك ولكن والله لا أعلمت معي خفا ولا حافرا إلا راجعا إلى أهلك وأمر له بثلاثين ألف درهم فقال له عوف * يا بن الذي دان له المشرقان * وألبس الأمن به المغربان * * إن الثمانين وبلغتها * قد أحوجت سمعي إلى ترجمان * * وبدلتني بالشطاط انحنا * وكنت كالصعدة تحت السنان * * وقاربت مني خطى لم تكن * مقاربات وثنت من عنان * * فأنشأت بيني وبين الورى * عنانة من غير نسج العنان * * ولم تدع في لمستمتع * إلا لساني وبحسبي اللسان * * أدعو به الله وأثني على * صنع الأمير المصعبي الهجان * * وهمت بالأوطان وجدا بها * لا بالغواني أين مني الغوان * * فقرباني بأبي أنتما * من وطني قبل اصفرار البنان * * وقبل منعاي إلى نسوة * أوطانها حران والرقتان * * سقى قصور الشاذياخ الحيا * من بعد عهدي وقصور الميان * * فكم وكم من دعوة لي بها * أن تتخطاها صروف الزمان * وكر راجعا إلى أهله فلم يصل إليهم ومات في حدود العشرين ومائتين ومن شعر عوف بن محلم رحمه الله تعالى * وكنت إذا صحبت رجال قوم * صحبتهم ونيتي الوفاء * * فأحسن حين يحسن محسونهم * وأجتنب الإساءة إن أساءوا * * وأنظر ما يسرهم بعين * عليها من عيونهم غطاء * وقال * وصغيرة علقتها * كانت من الفتن الكبار * * بلهاء لم تعرف لغر * رتها يمينا من يسار *
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»