وبويع له في أول ذي القعدة سنة خمس وسبعين وتوفي سلخ رمضان سنة اثنتين وعشرين وستمائة فكانت خلافته سبعا وأربعين سنة وكان أبيض اللون تركي الوجه مليح العينين أنور الوجه خفيف العارضين أشقر رقيق المحاسن نقش خاتمه رجائي من الله عفوه ولم يل الخلافة أطول مدة منه وكان شابا مرحا عنده منعة الشباب يشق الدروب والأسواق أكثر الليل والناس يتهيبون لقاءه وظهر التشيع في أيامه ثم انطفأ وشهر التسنن المفرط ثم زال وظهرت الفتوة والبندق والحمام الهادي وتفنن الناس في ذلك وألبي الملك العاد لو أولاده سراويلات الفتوة وكذلك للملك شهاب الدين الغوري صاحب غزنة وملك الهند وجمع الملوك الذين كانوا في أيامه وكان شديد الاهتمام بالملك ومصالحه لا يكاد يخفي عليه شيء من أمور رعيته كبارهم وصغراهم وكان له حيل لطيفة ومكايد خفية يوقع الصداقة بين ملوك متعادين ويوقع العداوة بين ملوك متصادقين قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي قل بصر الخليفة في آخر عمره وقيل بل ذهب وكانت جاريته تعلم عنه وكان قد علمها الخط فكانت تكتب مثل خطه ولما مات بويع لولده أبي نصر ولقب بالظاهر لأمر الله وكان الناصر سئ السيرة خرب في أيامه العراق وتفرق أهله في البلاد وأخذ أموالهم وأملاكهم وكان يفعل الشيء وضده وجعل همه في رمى البندق والطيور المنسوبة وسراويلات الفتوة وملك من المماليك ما لم يملكه خليفة وخطب له بالأندلس والصين وكان أسد بني العباس وكتب إليه خادم اسمه يمن ورقة تتضمن عتبا فكتب إليه الناصر بمن
(١١٨)