فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٠٦
المقامات وكتب إليه رسالته السينية نظما ونثرا وكانت وفاته بعد العشرين والخمسمائة رحمه الله تعالى وإيانا 206 طويس المغنى طويس بن عبد الله أبو المنعم المدني المغنى يضرب به المثل في الحذق بالغناء وكان أحول مفرطا في الطول ويضرب به المثل في الشؤم لأنه ولد يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفطم يوم وفاة أبي بكر رضي الله عنه وختن يوم مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتزوج يوم مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وولد له يوم مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكانت وفاة طويس سنة اثنتين وتسعين للهجرة وهو أول من غني في الإسلام بالمدينة وأول من هزج الأهزاج ولم يكن يضرب بالعود بل كان ينقر بالدف المربع وكان يسمع الغناء من سبي فارس والروم فتعلم منهم وكان يضحك الثكلى لحلاوة لسانه وظرفه وكان مخنثا فأسقطه خنثه عن طبقة المغنين الفحول وأول صوت غني به في الإسلام صوت غني به طويس على عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو * كيف يأتي من بعيد * وهو يخفيه القريب * * نازح بالشام عنا * وهو مكسال هيوب * * قد براني الحب حتى * كدت من وجدي أذوب * وكان من شؤمه يقول يا أهل المدينة ما دمت بين أطهركم فتوقعوا خروج الدابة والدجال وإن مت فأنتم آمنون حكى أبو الحسن المدائني قال صعد طويس يوما على جبل حراء فأعيا وسقط كالمغشى عليه تعبا فقال يا جبل ما أصنع بك أشتمك لا تبالي أضربك ما يوجعك ولكن يا شماتتي بك يوم تبقى كالعهن المنفوش
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»