فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ١٠٠
* ولئن كتمت عن الوشاة صبابتي * بك فالجوانحبالهوى تتكلم * * أشتاق من أهوى وأعلم أنني * أشتاق من هو في الفؤاد مخيم * * يا من يصد عن المحب تدللا * وإذا بكى وجدا غدا يتبسم * * أسكنتك القلب الذي أحرقته * فحذار من نار به تتضرم * 15 ابن المدبر إبراهيم بن محمد بن عبيد الله المعروف بابن المدبر الكاتب كان كاتبا بليغا شاعرا فاضلا مترسلا خدم المتوكل مدة طويلة وكان في رتبة الوزارة وكان قد غضب عليه المعتمد وحبسه وله في الحبس أبيات كثيرة منها * أدموعها أم لؤلؤ متناثر * يندى به الورد الجنى الزاهر * * لا يؤيسنك من كريم نبوة * فالسيف ينبو وهو عضب باتر * * هذا الزمانت سومني أيامه * خسفا وهأنذا ذا عليه صابر * * إن طال ليلى في الإسار فطالما * أفنيت دهرا ليله متقاصر * * والسجن يحجبني وفي أكنافه * مني على الضراء ليث خادر * * عجبا له كيف التقت أبوابه * والجود فيه والربيع الباكر * * هلا تقطع أو تصدع أو هوى * فعذرته لكنه بي فاخر * وله في المعنى * ألا طرق ت سلمى لدى وقفة الساري * وحيدا فريدا موثقا نازح الدار * * هو الحبس ما فيه علي غضاضة * وهل كان في حبس الخليفة من عار * * ألست تزين الخمر يظهر حسنها * وبهجتها بالحبس في الطين والقار * * وما أنا إلا كالجواد يصونه * مقومه للسبق في طي مضمار * * أو الدرة الزهراء في قعر لجة * فلا تجتلى إلا بهول وأخطار *
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»