وتوفي بمصر سنة ثلاث وتسعين وستمائة وصلى عليه بدمشق ولى وزارة الصحبة للملك السعيد ثم وزر مرتين للملك المنصور قلاوون واصله من إسعرد وكان قليل الظلم فيه إحسان إلى الرعية وكان إذا عزل من الوزارة يأخذ غلامه الحرمدان خلفه ويبكر من الغد إلى ديوان الإنشاء ولما فتح الكامل آمد كان ابن لقمان شابا يكتب على عرصة القمح وينوب عن الناظر وكان البهاء زهير كاتب الإنشاء للملك الكامل فاستدعى من ناظر آمد حوائج فكانت الرسالة ترد إليه بخط ابن لقمان فأعجب البهاء زهير خطه وعبارته فاستحضره ونوه به وناب عنه في ديوان الإنشاء ثم إنه خدم في ديوان الإنشاء في الدولة الصالحية وهلم جرا إلى أوائل الدولة الناصرية قال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس كان فخر الدين بن لقمان وتاج الدين ابن الأثير صحبة السلطان على تل العجول ولفخر الدين مملوك اسمه الطنبا فاتفق أنه دعا بمملوكه المذكور يا الطنبا فقال نعم ولم يأته فتكرر طلبه له وهو يقول نعم ولا يأتيه وكانت ليلة مظلمة فأخرج فخر الدين رأسه إلى الخيمة وقال تقول نعم وما أراك فقال تاج الدين * في ليلة من جمادي ذات أندية * لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا * قلت وهذا من جملة أبيات في الحماسة لمرة بن محكان وما استشهد أحد في واقعة بأحسن من هذا أبدا ومن شعر فخر الدين بن لقمان في غلامه غلمش * لو وشى فيه من وشى * ما تسليت غلمشا * * أنا قد بحت باسمه * يفعل الله ما يشا * وله أيضا * كن كيف شئت فإنني بك مغرم * راض بما فعل الهوى المتحكم *
(٩٩)