فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤٦١
180 الزين الحافظي سليمان بن علي زين الدين ابن المؤيد خطيب عقربا الحافظي قال ابن أبي أصيبعة اشتغل بالطب على الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي الدخوار وحصل العلم والعمل وأتقن الفصول والجمل وخدم بالطب الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه بن أبي بكر بن أيوب وكان يومئذ صاحب قلعة جعبر وأقام في خدمته وتميز عنده وأجزل رفده وخوله في دولته واشتمل عليه وكان زين الدين يعاني الأدب والشعر والكتابة الحسنة وكان يعاني الجندية وداخل أولاد الملك الحافظ وصار حظيا مكينا في دولتهم ولما مات الملك الحافظ وتسلم الملك الناصر بن العزيز صاحب حلب قلعة جعبر بمراسلات كان فيها الزين الحافظي وانتقل الزين إلى حلب وصارت له عند الملك الناصر يد ومنزلة رفيعة وتزوج زين الدين بابنة رئيس حلب واقتنى أموالا كثيرة ولما ملك الناصر دمشق وصل معه إلى دمشق وصار مكينا في دولته ولما جاءت رسل التتار يطلبون البلاد ويشترطون ما يحمل إليهم من المال فبعث الملك الناصر زين الدين رسولا إلى هولاكو فأحسن إليه واستماله فصار من جهته ومازج التتار وتردد في المراسلات مرات وأطمع التتار في البلاد وهو على الملك الناصر أمرهم وعظم شأنهم ووصف عساكرهم وصغر شأن الناصر ومن معه من العساكر حتى أوقفه على الحرب فلما جاءت التتار إلى حلب ونازلها هولاكو هرب الناصر من دمشق إلى مصر وخرجت عساكر مصر وملكها قطز فانكسر الناصر وملكت التتار دمشق وصار زين الدين يأمر بها وينهى وبقى معه جماعة حتى كانوا يدعونه الملك زين الدين ولما كسر التتار على عين جالوت وانهزم ملك التتار ومن معه من دمشق توجه زين الحافظي معهم خوفا على نفسه من المسلمين
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»