حضورا من جده الجمال أبي حمزة وابن المقير وسمع من ابن اللتي وجعفر الهمداني وابن الجميزي وكريمة الميطورية وتفقه بالشيخ شمس الدين و صحبه مدة وبرع في المذهب وتخرج به الأصحاب وله معرفة بتواليف الشيخ موفق الدين وأقرأ المقنع وغيره ودرس بالجوزية ولى القضاء عشرين سنة ومن تلامذته ولده قاضي القضاة عز الدين وقاضي القضاة ابن مسلم والإمام عز الدين محمد بن العز والإمام شرف الدين أحمد بن القاضي وطائفة وسمع منه المزي والواني وابن تيمية وابن المحب والعلائي وابن رافع وعدد كثير وعزل سنة تسع عن القضاء بالقاضي شهاب الدين ابن الحافظ عزله الجاشنكير ثم أعيد لما جاء الناصر من الكرك واجتمع به فولاه وكان إذا أراد أن يحكم قال صلوا على رسول الله فإذا صلوا حكم رحمه الله تعالى وإيانا وجميع المسلمين 185 سهل بن هارون سهل بن هارون بن راهيون الدستميساني أبو عمرو انتقل إلى البصرة واتصل بخدمة المأمون وتولى خزانة الحكمة له وكان حكيما فصيحا شاعرا فارسي الأصل شعوبي المذهب شديد التعصب على العرب وله مصنفات كثيرة تدل على بلاغته وحكمته مثل كتاب ثعلة وعفرة على مثال كليلة ودمنة وغير ذلك من الكتب وكان نهاية في البخل وله فه حكايات قال دعبل كنا عنده فأطلعنا القعود حتى كاد يموت جوعا ثم قال ويحك يا غلام غدنا فأتى بقصعة فها ديك مطبوخ فتأمله ثم قال أين الرأس قال رميت به فقال والله إني لأمقت من يرمي برجليه فكيف برأسه ولو لم أكره ما صنعت إلا للطيرة والفأل لكرهته أما علمت أن الرأس رئيس الأعضاء ومنه يصدح الديك ولولا صوته
(٤٦٦)