فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٢٧
وله * فيا صاحبي سجن الخزانة خليا * نسيم الصبا ترسل إلى كبدي نفحا * * وقولا لضوء الصبح هل أنت عائد * إلى ناظري أم لا أرى بعدها صبحا * * ولا تيأسا من رحمة الله أن أرى * سريعا بفضل الكامل العفو والصفحا * * فإن تحبساني في التخوم تجبرا * فلن تحبسا مني له الشكر والمدحا * ومنه * وما لي إلى ماء سوى النيل غلة * ولو أنه أستغفر الله زمزم * كان القاضي المهذب رحمه الله تعالى لما جرى لأخيه الرشيد ما جرى من اتصاله بصلاح الدين بن أيوب قبض شاور على المهذب وحبسه فكتب إليه يستعطفه فلم ينفع فيه فالتجأ إلى ولده الكامل شجاع وكتب إليه أشعارا كثيرة من جملتها هذه التي قدمناها فقام بأمره واصطنعه وضمه إليه بعد أن أم رأبوه شاور بصلبه ومن شعر المهذب * أعلمت حين تجاور الحيان * أن القلوب مواقد النيران * * وعلمت أن صدورنا قد أصبحت * في القوم وهي مرابض الغزلان * * وعيوننا عوض العيون أمدها * ما غادروا فيها من الغدران * * ما الوخد هز قناتهم بل هزها * قلبي لما فيه من الخفقان * * وتراه يكره أن يرى أظعانهم * وكأنما أصبحت في الأظعان * ومنه القصيدة التي كتبها إلى الداعي لما قبض على أخيه باليمن يستعطفه على أخيه الرشيد فأطلقه وهي * يا ربع أين ترى الأحبة يمموا * هل أنجدوا من بعدنا أو أتهموا * * نزلوا ن العين السواد وإن نأوا * ومن الفؤاد مكان ما أنا أكتم * * رحلوا وفي القلب المعنى بعدهم * وجد على مر الزمان مخيم * * رحلوا وقد لاح الصباح وإنما * تسرى إذا جن الظلام الأنجم *
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»