فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ١٧٠
* إليك أشكو قرين سوء * بليت منه بألف محنه * * شهرته بيننا اعتداء * أغمده فالسيف سيف فتنه * وكان ليلة في سماع فرقصوا ثم جلسوا وقام من بينهم شخص وطال الحال في استماعه وزاد الأمر وشهاب الدين ساكت مطرق فقال له شخص أيش بك مطرق كأنه يوحي إليك فقال نعم 8 (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن) 8 الجن 1 وكان يوما عند صاحب حماة الملك المنصور وقد حضر السماط وكان أكثره مرق فقال شهاب الدين لما قيل له الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم نويت رفع الحدث واستباحة الصلاة الله أكبر وكان المظفر ولد المنصور يكره شهاب الدين فاغتنم الوقيعة فيه عند والده فقال اسمع ما يقوله ابن غانم يهجن طعامنا ويشبهه بالماء الذي يرفع به الحدث فعاتبه المنصور على ذلك فقال ما قصدت ذلك ولكن السملة في بدء كل شيء مستحبة والحدث الذي نويت رفعه حدث الجوع واستباحة الصلاة في الأكل قال فما معنى الله أكبر قال على كل ثقيل فاستحسن الملك ذلك وخلع عليه واجتمع ليلة عند كريم الدين الكبير في مولد بعلاء الدين بن عبد الظاهر فجاء إليه شخص وقال معاوية الخادم يقصد الاجتماع بك فقال ويلك من يفارق عليك ويروح إلى معاوية كان شهاب الدين قد فارق أباه وهو صغير وتوجه إلى السماوة ونزل على الأمير حسين بن خفاجة وأقام عنده مدة يصلى به وكان الوقت قريب العهد بخراب بغداد وقتل المستعصم وتشتت أهل بغداد في البلاد فظن به أنه ابن المستعصم واشتهر بذلك واتصل بالملك الظاهر فلم يزل في اجتهاد إلى أن أقدمه عليه لما أهمه من أمره فلما حضر سأله ابن من أنت فقال ابن شمس الدين بن غانم فطلب والده إلى القاهرة وحضرا بين يدي الملك الظاهر واعترف والده به فقال خذه فأخذه وتوجه به إلى دمشق وكان مع صاحب حماة فقد خرج مرة إلى شجرات المعرة وكان إذ ذاك
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»