سمع من أصحاب ابن طبرزد والكندي وابن الحرستاني وحنبل ثم ابن ملاعب والرهاوي وابن البنا ثم ابن أبي لقمة وابن البن وابن مكرم والقزويني ثم ابن اللتي وابن صباح وابن الزبيدي وأعلاما سمع بإجازة عن ابن كليب وابن بوش والجمال وخليل ابن بدر والبوصيري وأمثالهم ثم المؤيد الطوسي وزاهر الثقفي وعبد المعز الهروي وسمع الكتب الأمهات المسندة والكتب السنة والمعجم الكبير وتاريخ الخطيب والنسب للزبير والسيرة والموطأ من طرق والزهد والمستخرج على مسلم والحلية والسنن للبيهقي ودلائل النبوة وأشياء يطول ذكرها ومن الأجزاء ألوفا ومشيخته نحو الألف سمع أبا العباس ابن سلامة وابن أبي عمر وابن علان والشيخ محيي الدين النووي والزواوي والكمال عبد الرحمن والعز الحراني وابن الدرجي والقاسم الإربلي وابن الصابوني والرشيد العامري ومحمد بن القواس والفخر بن البخاري وزينب وابن شيبان ومحمد بن محمد بن مناقب وإسماعيل بن العسقلاني والمجد بن الخليلي والعماد بن الشيرازي والمحيي بن عصرون وأبا بكر بن الأنماطي والصفي خليلا وغازيا الحلاوي والقطب بن العسقلاني وطبقتهم والدمياطي شرف الدين والفاروثي واليونيني وابن بلبان والشريشي وابن دقيق العيد والظاهري والتقي الأسعردي وطبقتهم وتنازل إلى طبقة سعد الدين الحارثي وابن نفيس وابن تيمة ولم يتهيأ له السماع من ابن عبد الدائم ولا الكرماني ولا ابن أبي السر ونحوهم ولا أجازوا له مع إمكان أن تكون له إجازة المرسي والمنذري وخطيب مردا واليلداني وتلك الحلبة وحفظ القرآن وعني باللغة فبرع فيها ولم أر فيها مثله ومثل الشيخ أثير الدين وأتقن النحو والتصريف ولما ولي دار الحديث الأشرفية تمذهب للشافعي وأشهد عليه بذلك وذلك في ثالث عشرين ذي الحجة سنة ثماني عشرة وسبع مائة وفي هذا النهار ذكر الدرس بالأشرفية وكان فيه حياء وسكينة وحلم واحتمال وقناعة واطراح تكلف وترك التجمل والتودد والانجماع عن الناس وقلة كلام غلا أن يسأل فيجيب ويجيد وكلما طالت مجالسة الطالب له ظهر له فضله لا يتكثر بفضائله كثير السكوت لا يغتاب أحد قرأت عليه خطب ابن نباتة وأربعين النواوي وغير ذلك وسمعت عليه كثيرا وسمع شيئا من شعري بدار الحديث وكان معتدل القامة مشربا بحمرة قوي التركيب متع بحواسه وذهنه وكان قنوعا غير متأنق في ملبس أو مأكل أو مركب أو نعل يصعد إلى الصالحية وغيرها ماشيا وهو في عشر التسعين وكان ريض الأخلاق يستحم بالماء البارد في الشيخوخة إلا أنه كان قد امتحن بالمطالب وتتبعها فيعثر به من الشياطين فيأكلون ما معه ولا يزال في فقر
(١٠٧)